عدنا من جديد لطرح نفس التساؤلات التي اعتدنا على طرحها مع كل قمة عربية، من يحضر ومن يغيب إلى قمة الجزائر ؟ من يحضر ومن يقاطع قمة الرياض ؟ من يحضر ومن يرفض حضور قمة دمشق ؟ ويبدو أن "خريطة طريق" قمة دمشق هذه المرة أكثر تعقيدا، ولها من الأعداء ما لم تعرفه القمم السابقة، لأنه وببساطة سطرت بواشنطن التي بدأت تضغط على أصدقائها من الرؤساء والملوك العرب لمقاطعة قمة دمشق، بحجة أن سوريا متورطة في الأزمة اللبنانية، وهي من يعرقل حل مشكلة الرئاسة بلبنان، التي قد لا تحضر القمة العربية لأنها لم تحل بعد أزمة الرئاسة، بعد أن أجل قرار تعيين الرئيس أمس وللمرة السابعة عشر• وقد بدأت قائمة الحضور تتحدد وتأخذ شكلها النهائي ب 14 دولة فقط أكدت حضورها من بين 22 دولة بالجامعة العربية، فمن المتوقع ألا يحضر مبارك ولا العاهل المغربي، كما لن تحضر السعودية التي اكتفت بتمثيل ضئيل بإيفاد ممثلها لدى الجامعة العربية، وبالتالي ستطرح مشكلة تسليم الرئاسة من العاهل السعودي إلى الرئيس السوري الذي سيترأس القمة لسنة كاملة• لحسن الحظ أن أوزانا ثقيلة ستحضر القمة مثل الجزائر التي لم تتغيب حتى في أحلك الظروف على القمم، ولا مد يد العون للمساهمة في إيجاد حلول للقضايا العربية• لكن لماذا ترضخ دول في مستوى السعودية أو مصر للضغوط الأمريكية، التي ترفض عقد قمة عربية بدمشق ، لأن أمريكا تتهم سوريا بالوقوف وراء الأزمة اللبنانية، فمن المفروض أن القمة العربية هي لطرح القضايا العربية وبحثها وإيجاد حلول لها عربيا، وليس لإرضاء أمريكا أو أي جهة أخرى، وليس بمقاطعة قمة دمشق ستجد الأزمة اللبنانية طريقها للحل، فالأزمة حيكت في باريس وواشنطن، وإسرائيل المستفيد الأول من زعزعة استقرار لبنان وسوريا، بل لماذا لا يعقد هؤلاء قمة لهم بواشنطن، أليس هذا أريح لنا من قلب المواجع في كل مرة ونحن نرى المستوى الذي بلغه الذل العربي بين كل قمة وقمة؟