تحدث الدكتور الهاشمي العربي عن دور الامين العمودي وأشار إلى أنه من الذين وضعوا الأساس لتحرير الجزائر، وقال المحاضر: "عرفت الشيخ الامين العمودي ونشاطه وقرأت جريدته "لاديفونس" التي أسسها عام 1935 وتوقفت عن الصدور عام 1939، كان نجمه لامعا وزعيما كبيرا في جمعية العلماء المسلمين"، واعتبر الدكتور الهاشمي العربي أنه لو لم يكن العمودي لما كان ابن باديس، ذلك أن الشيخ ابن باديس حسب المحاضر رغم أنه كان يحسن الفرنسية إلا أنه حرم على نفسه التحدث بالفرنسية فكانت المراسلات التي توجه إليه يقوم الامين العمودي الذي يحسن اللغتين الفرنسية والعربية بتبليغها له وقال الهاشمي العربي: "لعب العمودي دورا أساسيا في حياة ابن باديس". أشار الدكتور الهاشمي العربي إلى أنه يحضر لإصدار كتاب عن الامين العمودي، ويتحدث في الفصل الأول منه عن آل عمودي التي تعتبر عائلة ذات علم وثقافة، وقال ان الامين العمودي زاول دراسته للقرآن في وادي سوف وسجلته عائلته في المدرسة العربية بقسنطينية، وقد تأثر العمودي الشيخ بن مهوب وهو أحد زعماء النهضة والتجديد في الجزائر. قال الدكتور الهاشمي العربي إنه سيتناول في الكتاب أيضا علاقة الامين العمودي بالشيخ ابن باديس وبالخصوص علاقته بالطيب العقبي، وهنا أيضا أكد المحاضر إلى أنه لولا الدور الذي لعبه الامين العمودي في جمعية العلماء المسلمين ببسكرة لما نال الطيب العقبي سمعة كبيرة. وقال الدكتور الهاشمي العربي إنه سيتطرق أيضا في كتابه لدور الامين العمودي في نشأة المؤتمر الإسلامي. وأيضا تأسيسه لجريدة لاديفونس والتي بفضلها نال شهرة كبيرة وساهمت الجريدة بشكل كبير في استقلال الجزائر. أكد الدكتور الهاشمي العربي أن المجاهد والمناضل الامين العمودي عانى التهميش والنسيان، وقال إن الكثيرين كتبوا عن الشيخين ابن باديس والبشير الابراهيمي، في حين لم يتعرضوا لدور الامين العمودي، وذكر المحاضران الشيخ خيرالدين مثلا وتوفيق المدني قللا من دور الامين العمودي في الحركة الإصلاحية في الجزائر، وقال: "للآسف الكثير من النزهاء الذين عايشوه تناسوه ونسوا دوره أنا أركز دائما على دوره لأنه كان عظيما"، ونفى الدكتور الهاشمي العربي أن يكون توفيق المدني هو الذي دعا الامين العمودي لتأسيس جمعية العلماء المسلمين في 1931 مثل ما جاء في كتاب "كفاحي " لتوفيق المدني. تحدث الدكتور الهاشمي العربي عن الكتب الأخرى التي صدرت ولم يتعرض أصحابها بالحديث عن شخصية الامين العمودي على غرار كتاب "المؤتمر الإسلامي" لمحمد الميلي، وقال المحاضر:"لم نجد فيه تقريبا ذكر للعمودي رغم أنه كان الأمين العام للمؤتمر وهذا مؤسف،"كما ذكر الهاشمي العربي كيف أن الشيخ نورالدين أغفل هو الآخر دور الامين العمودي في مذكراته، وكل ما قاله عنه هو أن العمودي كان من المساهمين في شراء مطبعة العقبي، وفي المقابل ذكر المحاضر الكتاب الذين تحدثوا عن دور الأمين العمودي مثل علي مراد في كتابه "حركة الإصلاح في الجزائر" وكذا المؤرخ محفوظ قداش. قال الدكتور الهاشمي العربي إن الامين العمودي الذي كان أمينا عاما لجمعية العلماء المسلمين لمدة خمس سنوات قد ترك المنصب بطلب من الشيخ ابن باديس وحثه على إنشاء جريدة "لاديفونس" الأسبوعية بالفرنسية ولم يطرد مثلما ذكر توفيق المدني. وأكد المحاضر أنه رغم سوء التفاهم الذي كان بين أعضاء حركة حزب الشعب وجمعية العلماء المسلمين إلا أن الامين العمودي من خلال جريدة لاديفونس كان يقف إلى جانب مصالي الحاج إذا وقع له ضيم من طرف الاستعمار الفرنسي فقد كان يؤيد كفاح مصالي.