نشّط الشاعر محمدلخصر عبد القادر السائحي رئيس الجمعية الثقافية "محمد الأمين العمودي" مؤخرا بقصر "رياس البحر" محاضرة فكرية قدّم خلالها قراءة في الكتاب الجديد للدكتور الهاشمي العربي بعنوان " الأمين العمودي عبقرية فذّة" المنتظر صدوره قريبا· وفي معرض حديثه أكّد السائحي أنّ المؤلّف توقّف طويلا عند نشأة العلامة محمد الأمين العمودي، مشيرا إلى أنّ هذا الأخير ترعرع وسط عائلة عريقة ومحافظة درس في كتّاب بوادي سوف قبل أن ينتقل إلى مدينة العلم والعلماء قسنطينة التي نهل من علمها وتأثّر بشيوخها سيما الشيخ ابن الموهوب مفتي قسنطينة وأحد زعماء النهضة والتجديد بالجزائر · ومن أهمّ النقاط التي تناولها الكتاب حسب المحاضر- علاقة الأمين العمودي بالشيخين عبد الحميد ابن باديس والطيب العقبي وكذا بالأمير خالد، ودوره في إصدار صحيفتي "صدى الصحراء" و"الإصلاح" وإنشاء "نادي الترقي" وكذا "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" التي تقلّد أمانتها العامة في الفترة الممتدة بين 1931 إلى 1935، ليتخلّى عنها بطلب من الشيخ ابن باديس، ويتفرّغ لإصدار أسبوعية "الدفاع" باللغة الفرنسية (19351939) التي خصّص لها المؤلف - يقول السائحي- جزءا هاما من الكتاب · من جهة أخرى سعى المؤلف حسب المحاضر إلى إبراز دور العمودي في تنظيم المؤتمر الإسلامي الذي كان نائبا لرئيسه بن جلول، ولم يتوقّف الكاتب عند هذا الحد بل سعى إلى تحليل حركة الإصلاح الوطني والمؤتمر الإسلامي واختلافات الرؤى في الوسيلة الأمثل للظفر بالاستقلال بين مختلف الفاعلين، كما أبرز الدور الهام الذي لعبه الأمين العمودي كناطق رسمي للجمعية، حيث استطاع أن يخاطب الاستعمار بلغته التي يفهمها وكذا فيدرالية النواب والحركة الوطنية وأعضاء حزب الشعب···باللغة التي تتلائم معهم · وفي ختام قراءته تأسّف الشاعر عن تجاهل العديد من الكتاب والمؤرخين لشخصية الأمين لعمودي على أهميتها، موضّحا بقوله أنّ أغلب الذين كتبوا عن الحركة الوطنية فيما بين الحربين لم يتعرّضوا إلى هذا الرجل العملاق الذي اغتالته الأيادي الحمراء المتطرّفة·