دعاني زميلي "حميدة عياشي" مدير يوميتي الجزائر نيوز، لحضور حفل تدشين مكتبته، التي اختار لها اسم "سوقراط"، وهو اسم يحمل الكثير من الدلالة• فرحت طبعا وأنا أتلقى الدعوة التي كانت أجمل طريقة للاحتفال بيوم العلم، الذي أفرغ من محتواه، وقلت في نفسي الحمد لله أن هناك من ما زال يفكر في الاستثمار في الفكر والعلم، بعد أن تحولت في السنوات الأخيرة الكثير من المكتبات إلى بيتيزريات ومقاهي للشاي ومطاعم، مثلما تحول أهل الفكر والعلم إلى الاستثمار في " الغارغوطات"، وليتها مطاعم ترقى إلى مستوى المطاعم العالمية، التي تعد من عوامل جلب السياح في بلدان مثل لبنان أو تونس، التي استثمرت في هذا المجال، مثلما استثمرت في الفندقة لتشجع السياح على اختيار وجهة بلدانها• لم أحضر حفل التدشين الذي افتتحته وزيرة الثقافة لظروف غير مناسبة، لكني من غير شك سأكون زبونة لهذه المكتبة، فأنا زبونة لكل المكتبات في العاصمة• قد تكون هذه الخطوة من مدير جريدة فاتحة خير على عالم المطالعة، الذي يد مستقبل صناعتنا مرهون به، ومن يدري فقد نعود إلى ما كنا عليه سنوات السبعينات والثمانينات، عندما كان بإمكان القارئ الجزائري أن يتحصل على آخر إصدارات دور النشر في العالم، وبأسعار تنافس سعر الخبز، والدليل هذه المقولة الأقرب إلى النكتة والمتداولة في الأوساط الشعبية، "أن الذي لم يقرأ في عهد بومدين ما بقاش يقرأ، والذي لم يصبح غني في وقت الشاذلي ما بقاش يغنى، والذي ما ماتش في عهد زروال ما بقاش يموت"، وأنا أضيف لها هذا الجزء " الذي لم يفتح جريدة أو مكتبة في عهد بوتفليقة ما بقاش يفتحها "• فهنيئا للزميل حميدة ب" سقراط" وهنيئا لنا بها•