ويعتبر داء السكري حسب الأخصائيين من الأمراض المزمنة التي تحدث نتيجة لوجود خلل في إفراز أو عمل الأنسولين في الجسم الذي هو عبارة عن هرمون يفرز من غدة البنكرياس ويساعد خلايا الجسم على استهلاك سكر الجلوكوز من الدم في إنتاج الطاقة للجسم• وحسب البروفيسور مالك رئيس مصلحة بمستشفى سطيف، فإن الإصابة بالسكري قد تكون بإحدى طريقتين إما عدم القدرة على إفراز الأنسولين (النوع الأول من داء السكري) أو أن الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال (النوع الثاني من داء السكري)، وفي كلتا الحالتين لا يستطيع المصاب بالسكري أن يستهلك سكر الجلوكوز بنفس الطريقة التي يستهلكها الأشخاص غير المصابين به، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الجلوكوز في الدم وتعرف هذه الحالة بارتفاع سكر الدم• وحسب ذات المتحدث دائما فإن داء السكري لا بد أن يمر علاجه حتما عبر ثلاث مراحل أولها الحمية والنشاطات الجسمية من خلال ممارسة الرياضة، وفي حال عدم هبوط مستوى السكر بعد 03 أشهر يكون العلاج حينذاك باستعمال الأقراص، أما الأنسولين فهو - حسب ما جاء في وثيقة المنظمة العالمية للصحة - هرمون ينتجه البنكرياس ويسمح للخلايا باستعمال سكر الجلوكوز في الدم كعنصر من عناصر الطاقة وأي خلل في إنتاج أو وظيفة الأنسولين يؤدى إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم، فيأتي في المرتبة الثالثة أو المرحلة الأخيرة، وعدم اتباع الحمية والدواء فذاك يؤدي حتما إلى مضاعفات في الشرايين، الكلى والعينين• ومن أعراض مرضى السكري كثرة التبول، العطش، شراهة في الأكل، فقدان الوزن، نقص في الرؤية للبعض وعدم وضوحها للبعض الآخر، أما مضاعفاته فتتمثل أساسا في الفشل الكلوي، السكتة الدماغية، العمى وأمراض القلب• ورغم خطورة الداء فإن المختصين يعتبرونه مرضا عاديا ولا يلزم صاحبه سوى أن يكون "طبيب نفسه" ويتبع حميته أو الدواء الذي يتناوله لتفادي أي مضاعفات، وهو ما يمكنه من العيش في ظروف جد عادية كغيره من الأشخاص، إلا أن الاستهزاء قد يولد مضاعفات هو في غنى عنها، لأن المصاب قد لا تكون عنده المناعة الكافية في حالة الإهمال، فإذا أخذنا مثلا ولاية تيبازة فقد سجلت حسب إحصاءات العام 2007 بتر 50 ساقا لعدد من المصابين نتيجة المضاعفات التي أحدثها المرض إضافة إلى وفاة 130 امرأة حامل مصابة بالسكري، أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد سجلت لوحدها بين 50 إلى 60 ألف بتر للأعضاء السفلى للمصابين نتيجة الإهمال، وما يقابله 20 إلى 40 مرة ضعف حالات البتر العادية، فمن 6 إلى 8 في الألف من المرضى يحدث بتر للقدم• ومن التوصيات الغذائية التي يجب أن يتبعها المصاب بالداء تزويده بكمية كافية من السعرات الحرارية للمحافظة على الوزن المثالي للجسم، تأمين وجبه غذائية متكاملة من أجل صحة جيدة ونشاط طبيعي مع منع زيادة أو نقصان السكر في الدم، وتنظيم نسبة الدهون بالدم وأن يحتوى الغذاء على القدر الكافي من الألياف النباتية التي تكون مصدرها الخضروات والفواكه المختلفة، كما يلزم المريض ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، ويجب ألا يزيد كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) المتناول يوميا عن 2 إلى 3 غرام إضافة إلى وجوب احتواء غذاء مريض السكر على القدر الكافي من البروتين (ما يغطى 10-20% من السعرات الحرارية اللازمة يوميا)• تجدر الإشارة إلى أن داء السكري يودى بحياة شخص في العالم كل 10 دقائق، ويصيب خلال المدة نفسها شخصين على الأقل على الصعيد العالمي، بناء على تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر بمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء السكري الموافق ليوم 14 نوفمبر، حيث أن 230 مليون شخص في العالم يعيشون بهذا المرض الذي يصيب كل سنة 6 ملايين شخص، ووفق تقديرات المنظمة فإن ال20 سنة القادمة ستعرف زيادة ملموسة في عدد المصابين بداء السكري، الذي سينتقل من 230 مليون مصاب حاليا إلى 350 مليون مصاب في العالم في حين تكون الدول النامية الأكثر عرضة بالنظر لنقص التكفل•