بلغ عدد المصابين بمرض السكري في الجزائر مستوى 1,7 مليون شخص في 2009، ولفت أطباء في اليوم العالمي لداء السكري، أنّ نصف مليون شخص في الجزائر يجهلون إصابتهم بهذا الداء الذي طال 80 ألف طفل، كما يمس آلاف الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، وهو ما يعزوه أطباء إلى عدم ممارسة هؤلاء للرياضة، إلى جانب انتشار البدانة وتغير نمط المعيشة والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون. أبرزت تقارير نشرتها الجمعية الجزائرية لمرضى السكري أنّ 25 بالمائة من المصابين هم شباب، إضافة إلى 10 بالمائة من الأطفال، بينما تتوزع ال65 بالمائة المتبقية على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 سنة، فضلا عن الكهول والمسنين. ولفت متحدث باسم الجمعية المذكورة إلى أنّ أكثر من 49 في المائة من مرضى السكري بكل أنواعه مصابون بمرض شبكة العين المتصل بهذا الداء، وأوضح مختصون أنّ معظم الحالات المرصودة قد تؤدي إلى العمى، وأتى ذلك في أعقاب دراسة شملت نحو 1033 مريضً بالسكري بكل أنواعه، وتبيّن أنّ أغلب هؤلاء يعانون متاعب صحية جمة على مستوى شبكية العين. ويسعى المختبر الفرنسي نوفو نورديسك للوقوف على مدى توازن معدلات داء السكري عند جمهور المصابين بالجزائر. في المقابل، جدّدت مصادر جزائرية متخصصة تحذيرها إزاء لجوء مرضى السكري إلى التداوي بالأعشاب وخاصة أنواع تروج هناك بطريقة غير نظامية وتنتج من تعاطيها أخطار لها تأثير على أعضاء أخرى من الجسم والتي قد تهدد حياة المريض، في حين بدأت السلطات الجزائرية مؤخرًا برنامجًا وقائيًا صارمًا تجاه مضاعفات داء السكري من النوع الثاني، في ظل شيوع أمراض قاتلة كارتفاع الضغط الشرياني والقصور الكلوي، وأمراض مزمنة أخرى كتلك التي تمس الكبد مثل الالتهاب والتسمم، وتنجر عنها مضاعفات خطرة، في وقت ينادي أطباء بمعالجة جذور داء السكري من خلال تكفل جدي بالمرضى انطلاقًا من نظام غذاء سوي واتقاء السمنة، مع اعتماد الرياضة، إلى جانب تعميم التلقيح ضد التهاب الكبد من نوع ب، وهو عبارة عن مجموعة من الأمراض تصيب وتؤثر على طريقة استخدام الجسم لسكر الدم (الجلوكوز). يعتبر الجلوكوز عنصرا حيويا للجسم، حيث إنه يمد الجسم بالطاقة اللازمة. ويدخل الجلوكوز خلايا الجسم بشكل طبيعي عن طريق عامل الأنسولين وهو عبارة عن هرمون يفرزعن طريق البنكرياس. يعمل الأنسولين على فتح الأبواب التي تسمح بمرور الجلوكوز إلى خلايا الجسم. في حالة مرض السكري، يحدث خلل في هذه العملية حيث يتجمع الجلوكوز في المجرى الدموي في الجسم ويخرج في النهاية مع البول. تحدث هذه العملية عادة إما لأن جسم المريض لا يفرز كمية أنسولين مناسبة أو لأن خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين بشكل سليم. الأعراض العامة لمرضى السكري العطش المستمر، كثرة التبول، الشعور بالضعف العام والإجهاد و الإرهاق وعدم الحيوية، الدوخة وعدم الاتزان والرؤية المشوشة. على مريض السكري تناول الأطعمة الغنية بالألياف، فالألياف تساعد على حفظ نسبة الجلوكوز والدهون في الدم معدلها الطبيعي وهذه تتوفر في البقوليات والخبز الأسمر والفاكهة والخضروات. تجنب تناول السكر: فالسكر يحتوي على سعرات حرارية عالية ولا يحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية. تجنب الإكثار من الأملاح، إذ تتسبب الأملاح في تراكم الماء في الجسم وربما ترفع من ضغط الدم. تناول ثلاث وجبات رئيسية مع ثلاث وجبات خفيفة. الحرص على تناول وجبات صغيرة ومتفرقة. تناول الوجبات الغذائية في أوقات منتظمة. النشاط البدني مفيد في الوقاية من داء السكري يحتاج المريض بالسكري إلى نظام بدني متوازن بصورة منتظمة على أن يكون بما يعادل نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل. وللنشاط البدني دور في تنشيط عمل الأنسولين وإنقاص الوزن. أما العلاج الدوائي فيتم علاج النوع الأول من السكري بهرمون الأنسولين نظراً لاعتماد هؤلاء المرضى عليه. أما النوع الثاني من السكري فيمكن السيطرة عليه عن طريق الحمية الغذائية والنشاط البدني وفي حال فشلهما يتم استخدام أقراص خفض السكر، وقد يحتاج هذا النوع من السكري إلى استخدام حقن الأنسولين.