مثلت أمام مجلس قضاء الجزائر المدعوة (ش•خ) بتهمة عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر أفضت إلى وفاة الضحية (ن•أ) التي كانت ضيفة عندها• وتفيد الوقائع أنه في 16 سبتمبر من السنة الفارطة قامت عيادة متعددة الخدمات بأخطار مصالح الأمن عن جلب ثلاث نساء لفتاة شابة يعتقد أنها ماتت نتيجة عم تقديم المساعدة لها عندما كانت في خطر أدى إلى وفاتها• بعد استدعاء الشهود تبين أن الضحية (ن•أ) أمضت الليلة في منزل (ش•خ) التي تعودت على كراء غرف منزلها للفتيات بعد سجن زوجها وانعدام مصدر آخر للرزق• الوافدة الجديدة التي جلبتها إحدى المستأجرات كانت تعاني من اضطرابات في القلب وارتفاع ضغط الدم تعرضت لأزمة صحية حادة فرفضت صاحبة المنزل إسعافها أو أخذها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، ما أدى إلى وفاتها وعلى هذا الأساس تمت توجيه التهمة إلى صاحبة المنزل• المتهمة أثناء المحاكمة أنكرت التهم الموجهة إليها قائلة إنه في 15 سبتمبر من السنة الماضية قامت إحدى المستأجرات وهي (م•ر) بجلب صديقتها (ن•أ) إلى المنزل لقضاء الليلة عندها لأنها لم تكن تملك مكانا تذهب إليه، مضيفة أنها بقيت لليلة واحدة فقط وفي صباح اليوم الموالي أيقظتها مستأجرة أخرى (ح•ل)، لتخبرها أن الضيفة قد توفيت فقامت على إثرها بنقلها إلى المستشفى، مؤكدة بأن الضحية كانت قد فارقت الحياة عند اطلاعها على الأمر، كما أنها لم تكن تعلم بإصابتها بمرض القلب والضغط الدموي• بعد أخذ أقوال المتهمة تم استدعاء الشاهدتين وهما صديقة الضحية والفتاة التي أبلغت المتهمة بالحادثة ويتعلق الأمر ب (م•ر) و(ح•ل) لسماع إفادتهما• الشاهدة الأولى المدعوة (م•ر) أشارت إلى أن الضحية ليست صديقتها كما ادعت المتهمة ولكن لا تعرفها منذ مدة طويلة، وقالت إنه في يوم 15 سبتمبر اتصلت بها المعنية وطلبت منها أن تؤمن لها مكانا تبيت فيه لأنها لا تملك أين تذهب ولم ترد المبيت في الشارع فقامت بجلبها إلى المنزل بعد أخذ موافقة صاحبته على أن لا تقيم طويلا به، وتضيف الشاهدة أن الضحية قضت ليلتين في بيت المتهمة وليس ليلة واحدة كما تقول (ش•خ)، كانت خلالهما (ن•أ) على ما يرام لكن في صباح اليوم الثالث أيقضتها مستأجرة ثالثة قائلة لها بأن صديقتها تصدر أصواتا غريبة، كما أن لون فمها أصبح أزرق وتخرج منه رغوة بيضاء فنهضت (م•ر) مفزوعة وقامت بمناداة صاحبة المنزل التي رفضت أخذها إلى المستشفى واقترحت علينا رميها في مكان بعيد حتى لا تتورط في القضية، لكن بعد الضغط الذي مارسته الفتيات عليها سمحت لنا بأخذها إلى المستشفى• أما الشاهدة الثانية وهي (ح•ل) فقد أخبرت هيئة المحكمة أنه في اليوم المذكور قامت (م•ر) بجلب الضحية إلى المنزل بحكم الصداقة المتينة التي تربطهما، وتضيف بأن اليلة الأولى التي قضتها (ن•أ) معهم كانت على ما يرام لكن في اليوم الموالي سمعت صاحبة المنزل وبعض الفتيات يتحدثن عن الأمراض التي تعاني منها الوافدة الجديدة، ولكنها لم تتمكن من معرفة نوع المرض لأنه بمجرد جلوسها معهن غيرن الموضوع، وتضيف أنه في صباح اليوم الثالث قامت فتاة أخرى بإيقاظهم لإخبارهم أن (أ•م) تعاني من أزمة صحية حادة، وبعد أن استفاقت المتحدثة حسب شهادتها وجدت الضحية زرقاء اللون وتصدر أصواتا غريبة فحاولت إيقاظها لكن دون جدوى، بعدها قامت بإخبار صاحبة المنزل التي رفضت تقديم المساعدة لها وأخذها إلى المستشفى وبعد أخذ ورد معها تراجعت وسمحت لنا بأخذها لكن بعد فوات الأوان• دفاع المتهمة المتكون من محاميين ركز على أن قضية الحال جريمة مستحيلة، لأن الضحية كانت قد فارقت الحياة قبل إبلاغ موكلتهما بذلك وبالتالي كيف يمكن اتهامها بعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر، كما أنه فور إبلاغها بالخبر قامت بنقل الضحية إلى المستشفى وبالتالي طالبوا برفع التهمة عن موكلتهما• أما النيابة فقد طالبت بتسليط أقصى عقوبة، في حين أجلت المحكمة النطق بالحكم•