أكد أول أمس المشاركون في الملتقى الدولي حول "التراث والإبداعية" الذي انطلقت فعالياته أول أمس بتلمسان من تنظيم جمعية "الدار الكبيرة" أن محمد ديب الكاتب الجزائري يحتل "مكانة خاصة في التراث الوطني"• جاء هذا في ندوة نشطها أساتذة ونقاد على هامش حفل تسليم جائزة "محمد ديب" حيث أوضحت الأستاذة نجاة خدة من جامعة الجزائر والمختصة في دراسة الثلاثية "النول والدار الكبيرة والحريق" للكاتب المذكور، أن هذا الأخير يعد رمزا من رموز الأدب الجزائري الناطق باللغة الفرنسية لأن كتابته وأفكاره تحمل دلالات ثقافية وحضارية عميقة نابعة من صميم المجتمع الجزائري بسذاجته وعبقريته بغض النظر عن اللغة التي استعملها كأداة للتعبير عن هذه الأفكار• وحسب ذات المتدخلة فإن محمد ديب يعتبر أن "اللغة مهما كانت عبارة عن وعاء لاحتواء أفكار وثقافة الكاتب"• ومن جهته ذكر مراد يلس من جامعة باريس بالنظرية التي تعتبر "أن الكاتب مبدع للغته"، مستشهدا بأسلوب محمد ديب الذي تعمد في كتاباته نقل بعض الألفاظ من العامية إلى الفرنسية حرفيا وبدلالتها ليعطي للرواية واقعيتها وشخصيتها الجزائرية• وحسب ذات المتدخل فإن ديب ابتدع في روايته شخصيات من المجتمع يتميزون بأميتهم وسذاجتهم، فجاء حوارهم ساذجا مثلهم مما أدى بالكاتب بفضل عبقريته الأدبية إلى انتقاء هذه الألفاظ وتوظيفها في اللغة الفرنسية وهي تحتفظ بشكلها ودلالتها العربية• أما حبيب تنقور أستاذ من جامعة "أفري فال ديسون" بفرنسا فقد ركز في تدخله على الأثر الثقافي الذي خلفه محمد ديب في كتابته والذي جعله يحتل مكانة في التراث الأدبي الوطني والعالمي•