أختتمت أمس بتلمسان فعاليات الملتقى الدولي حول "التراث والإبداعية" الذي نظمته جمعية الدار الكبيرة"، على هامش الحفل الرسمي لتسليم جائزة "محمد ديب". وأجمع المتدخلون على أن الأديب محمد ديب لا يزال رمزا من رموز الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، معتبرين كتاباته ذات أفكار تحمل دلالات ثقافية وحضارية عميقة هي من صميم المجتمع الجزائري، وقد استطاع هذا المبدع أن ينقل بعض الألفاظ من العامية الجزائرية الى اللغة الفرنسية وبذلك أعطى للرواية واقعيتها وشخصيتها الجزائرية. من جهة أخرى صنع ديب في رواياته شخصيات من المجتمع يحملون صفات السذاجة والأمية فانعكس ذلك على لغة الحوار وهنا تبرز عبقرية ديب إذ استطاع أن يوظف تلك العبارات في صميم نصوصه بالفرنسية دون أن يفقدها شكلها ودلالاتها العربية. وتطرق المشاركون في الملتقى الى التراث والثقل الدلالي الذي يحمله في السياق التاريخي والأنترويولوجي والثقافي الحضاري باعتباره الوعاء المحتضن للرواسب الفكرية لمختلف الحضارات. للإشارة فإن الملتقى من تنظيم جمعية "الدار الكبيرة" بتلمسان والتي سبق لها وأن نظمت عدة ملتقيات وأيام دراسية خاصة تلك المتعلقة بمحمد ديب. وهي تحاول تنشيط المشهد الثقافي بالولاية، من خلال تشجيع الابداعات والحث على البحث في التراث، ولعل من أهم انجازات الجمعية تأسيسها لجائزة "محمد ديب" التي تسلمها كل سنتين لأحسن المبدعين في الأدب، وتقيّم الأعمال المقدمة لجنة دولية تعمل طوال السنة، كما فتحت الجمعية ورشات للاهتمام بأدب الطفل وتنظيم مسابقات في هذا المجال.