اختتم مجمع اللغة العربية في القاهرة أعمال مؤتمره السنوي الرابع والسبعين بإصدار توصيات يفترض أن تجد طريقها إلى التنفيذ "بقوة القانون"، على اعتبار أن البرلمان المصري أقر آخر مارس الماضي حق هذا المجمع العريق (تأسس العام 1932) في إلزام الجهات المعنية بتنفيذ توصياته عبر قرارات يصدرها وزير التعليم العالي المصري وتنشر في الجريدة الرسمية المصرية• وعلى رغم ترحيب الكثيرين بهذا التطور واعتباره تأخر كثيراً• وتضمنت توصيات المؤتمر الأخير لمجمع القاهرة مناشدة "مجامعنا اللغوية العمل على تعديل قوانينها-كما فعل مجمع القاهرة- تفعيلا لدورها في العمل على دعم اللغة العربية والحفاظ على الهوية"• وطالبت التوصيات الدول العربية بوضع "سياسة لغوية تكفل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها المجامع اللغوية العربية، وتوفير ما ينبغي لها من متطلبات، وفي مقدم هذه الأهداف نشر التعليم باللغة العربية وإعادة دراسة ظاهرة التعليم الأجنبي على مستوى دور الأطفال والمدارس والجامعات وما يترتب عليها في مجال الهوية القومية والانتماء"! واستهل بيان توصيات المؤتمر الذي استمر أسبوعين تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر"، بتأكيد أن المجمع في صدد استخلاص أهم ما أصدره من توصيات في السابق لإرسالها مع التوصيات الجديدة إلى وزير التعليم العالي "لاستصدار القرارات الملزمة بها ونشرها في الجريدة الرسمية طبقاً للقانون"• وأكد البيان كذلك "التقدير البالغ لما صدر عن القمتين العربيتين في الرياض ودمشق من قرارات متعلقة بالحفاظ على اللغة العربية والهوية العربية"، وطالب الأمانة العامة للجامعة العربية بتكليف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للتنسيق مع اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية في مجال العمل من أجل الحفاظ على العربية والارتقاء بها في ضوء مقررات القمتين• وطالب الصحافة "بعدم إفساح المجال لاستخدام العاميات واللهجات المحلية في الكتابة الصحافية"، وطالبها بمواجهة "تفشي عاميات قاع المجتمع في الإعلانات التي تنشرها الصحف"، ملاحظا أن تلك العاميات تنتشر على ألسنة قطاعات واسعة من الشباب وأصبحت لغة كثير من الأفلام السينمائية والعروض المسرحية والأغنيات، الأمر الذي أدى إلى ظاهرة التلوث اللغوي في كثير من المجتمعات العربية• وطالبت توصيات المؤتمر جامعة الدول العربية ووزارات الخارجية العربية بتكليف ممثليها في منظمات الأممالمتحدة والمحافل الدولية مراعاة التمسك باللغة العربية في الحديث• واعتبر المجمع التعليم باللغات الأجنبية "حربا على القومية والهوية ونموذج المواطنة بما يؤدي إلى إيجاد مجتمعات غير متجانسة وإلى إلغاء التساوي في الفرص أمام المواطنين" وشدد على أن ذلك "يتعارض مع أبسط مبادئ الديمقراطية، كما أنه يؤدي إلى توترات وأزمات تهدد السلام الاجتماعي"• وقرر المجمع تبني اقتراح تقدم به محمود الربيعي لإصدار "معجم عصري للغة الشعر العربي" باعتباره رافداً من روافد المعاجم اللغوية والمتخصصة التي يصدرها المجمع وواحداً من المصادر المعتمدة للعمل في المعجم التاريخي للغة العربية•