أكد الباحث الدكتور أنور أبو البندورة، أن الدولة الفرنسية، عملت طوال تاريخها، تقريبا، على تقديم الدعم للدولة الإسرائيلية، معللا تقديمها لهذا الدعم، بأنه جاء دائما لمصالحها التي وجدت لها تعبيرا عبر ارتباطها بإسرائيل وقياداتها المتعاقبة• تأكيد الدكتور أبو البندورة هذا، جاء وفقاً لجريدة "القدس العربي" في محاضرة له تحت "عنوان تاريخ العلاقات الفرنسية العربية" قدمها مؤخرا في المركز الثقافي الفرنسي في مدينة الناصرة، بحضور جمع من المثقفين• واستعرض المحاضر بداية العلاقات الفرنسية العربية في منطقة الشرق الأوسط، قائلا: إن هذه العلاقات ابتدأت منذ أيام الخليفة العباسي البارز هارون الرشيد وعلاقته بشارلمان، فالحروب الصليبية، ثم تواصلت عبر الإرساليات التبشيرية، رهبان "الفرنسيسكان" ومن إليهم من المستشرقين، إضافة إلى التجار الفرنسيين الذين استوردوا القطن من بلادنا• ثم توقف المحاضر عند الحملة الفرنسية على المنطقة، وقال حسبما ذكرت "القدس العربي": قد لا يعرف الكثيرون أن الوعد الأول لإقامة وطن قومي لليهود، قبل وعد بلفور، إنما كان بمبادرة من القائد الفرنسي نابليون بونابرت، موضحا أن هذا الأخير، أراد تقديم وعده هذا لليهود، مقابل مساعدته، في حملاته العسكرية في منطقة الشرق الأوسط• وقدم المحاضر إثباتا على ما قاله عن هذا الوعد قائلا، إن نابليون كان معجبا بتمسك اليهود، بأروقتهم وكتبهم الدينية، كونهم تشبثوا بها مدة ألفي عام، ولم يتنازلوا عنها• وأضاف يقول إنه توجد حتى هذه الأيام وثيقة تحت تصرف وزارة الداخلية الفرنسية، تثبت بما لا يقطعه شك أن نابليون قدم مثل هذا الوعد لليهود ليقيموا وطنا قوميا لهم على الأراضي العربية في فلسطين• أما في العصر الحديث، فقد توقف المحاضر عند العديد من المحطات، في تاريخ العلاقات الفرنسية العربية، وكانت أبرزها تلك التي تسلم فيها الرئيس الوطني الفرنسي البارز شارل ديغول مقاليد الحكم في بلاده، في هذه الفترة، اكتسبت العلاقات بين الطرفين نوعا من المهادنة العقلانية القائمة على فهم متعمق للمصلحة الفرنسية، هذه الفترة شهدت انفراجا في العلاقات بين الطرفين، تمثلت في رؤية ميزت الزعيم الفرنسي، هي أنني أريد أن أعمل مع العرب، وأن أتعاون معهم، ولا أريد أن أنتهج أيا من أساليب التعامل السابقة معهم، بما فيها مناصبتهم العداء والسيطرة عليهم بقوة السلاح، كما حصل في فترات سابقة من تاريخ العلاقة التي يدور الحديث عنها وحولها• في هذه الفترة بدأ الزعيم الفرنسي "شارل ديغول"، في الانسحاب من أجزاء من العالم العربي التي تحتلها فرنسا، وأشار المحاضر إلى أن ديغول تسلم سدة الحكم في بلاده عام 1958، وأنه أعلن الانسحاب من الجزائر عام 1961، بعد 130 عاما من الاستعمار الفرنسي لها، وبعد أن التهمت نارها وقودا تمثل في أكثر من مليون شهيد قضوا فداء لعيني بلادهم•