أضاءت ليلة الاختتام بصوت الشاعر إبراهيم عيسى صديقي -مدير الأخبار بمؤسسة التلفزيون الجزائري- الذي لم يستثن وهو يقدم سهرة الاختتام اسما من أسماء الذين صنعوا مجد القصيدة العربية من القصيدة الجاهلية، حيث اشتكى حرقة الحبيب في شعر أبي نواس وكذلك امرئ القيس وأبي العلاء المعري وصولا إلى المتنبي ••إلى المرحوم الفلسطيني عبد الرزاق عبد الواحد الذي كان يقيم ببلادنا وصولا إلى نزار قباني الذي فارقنا منذ سنوات، إلى الشاعر الفلسطيني "خالد أبو خالد" الذي يعود إلى "الموفار" بعد 36 عاما من الغياب، حيث استبق صاحب "الرحيل باتجاه العودة" وديوان "قصائد منقوشة على مسلة الشرفية" إلقاءه الشعري بنداء للجزائر الحبيبة قائلا: أيتها الجزائر العظيمة واستأنف قوله قائلا: لقد قلقنا عليك في السنوات الماضية، لكنّك تبدين الآن بعافيتك ولقد عدنا لنحتفل باستقلالك"، وبخامات صوته الراقية المعبرة ألقى قصيدته "قال الفتى" مصحوبا بأنغام عود الفنان فؤاد ومان، وفيها: "قال الفتى، سمّيت باسمك وارتفعت إلى سمائك•• نصبوا مواكبهم فقدّمني غنائي••ماذا رأيت ولا أرى، أريد داري والقليل من الهواء••سمّيت باسم حبيبتي"• ليطرب الفنان محمد ومان صاحب اللحن الهادئ والأغنية الملتزمة الجمهور الذي ميزه الحضور القوي للعديد من الشخصيات السياسية على رأسها خليدة تومي وزيرة الثقافة ووزير التضامن الوطني جمال ولد عباس بمقاطع من قصيدة "استوحي شعرك من حنايا الأضلع"، تلاه الشاعر رابح ظريف بقصيدته "أعلن الآن" متبوعا بهمسات آلة القانون التي تفنن فيها الشاب "جهاد دوايري" التي يشيد فيها بقيم العروبة والتمسّك بالأرض وهذه أبيات من القصيدة : أعلن الآن، بحوري أنهر، وسباخ الملح سكّر، السموات بعيني مرايا فهي سمراء لأنّني أسمر هذه التربة تبر بين كفيّ فكفي عليّ مرمر" وأضاف صاحب "إلى أب الطيّب المتنبي" بالقول: "سر في فؤادي واطرق الأبواب إن لم تجد وطنا تجد أحبابا وافرا على صفحات قلبي ما تشاء ••عروبتي لا تقبل الإرهاب" أما الشاعر التونسي جمال الصليعي صاحب الإلقاء المتميز، فقد فضل إلقاء قصيدة "عروج" وفيها قال: "اعتدنا مرتفقا للروح لو مدّت الأرض لم تشغل به طوفا سماؤه من عليّ الحلم حبكتها وأرضه رأسيات الحزم منتصفا" وجاء دور الشاعر الجزائري زبير دردوخ الذي أبدع في مرثية في ذكرى الشيخ محمّد الغزالي رحمه اللّه وفي حال الوطن العربي بما فيه القدس المحتل والعراق في قصيدة بعنوان "مرثية لآخر نخلة" وفيها قال: "جوادك الحق معقود به الظفر وجندك العقل والإيمان والذكر"• وتوالى فرسان البيان على منصة قاعة "الموفار" حاملين معهم الشعر على كتف والراهن العربي على الكتف الآخر، جادت بها قرائح المبدعين العرب الذين حاولوا التميّز والتأكيد على مستقبل "ديوان العرب" لتشكل "عكاظية الجزائر للشعر العربي" في طبعتها نافذة حقيقية فتحت طيلة أسبوع كامل بقاعة "الموفار"، أصبحت هذه القاعة وكأنها معرضا للفن التشكيلي، تنوعت فيه الألوان والعبارات والمعاني ليسرد ومن خلال لوحات شعرية معاناة فلسطين، عظمة الثورة الجزائرية، الهم العربي، وغيرها من الألوان الشعرية• وردة بوجملين