حذر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي من خطر "قيام عمليات انتقامية" بين السودان وتشاد بعد هجوم أم درمان. ويجري جان بينغ جهود وساطة لتخفيف التوتر وتلافي الصدام بين البلدين، لم تحقق حتى الآن أي تقدم. وأشار الرجل في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم أمس عقب لقائه الرئيس عمر حسن البشير إلى أن السودان وافق على إعطاء مساعي الاتحاد الأفريقي لإنهاء التوتر "فرصة". ورغم هذا التحذير فإن المسؤول الأفريقي أعرب عن أمله في انحسار التوتر بين الجانبين قائلا "التوتر قوي والعلاقات الدبلوماسية قد قطعت، ومهمتنا تقضي بالحيلولة دون حصول تصعيد، وإلزام الطرفين في عملية لتخفيف التوتر، قلت لكم إني واثق وأطلب منكم فقط أن تصدقوني". والتقى بينغ الرئيس السوداني بعد ثلاثة أيام من محادثات أجراها مع الرئيس التشادي إدريس دبي في محاولة لحل الأزمة بين البلدين. وفي هذا السياق أفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم أن نجاح مبادرة الاتحاد الأفريقي بهذا الوقت ضئيل جدا، مشيرا إلى أن السودان رغم عدم رفضه مبادرات المصالحة مع تشاد فإنه يعتبر أن الوقت غير مناسب للتفاوض لامتلاك الخرطوم ما تقول إنها مستندات أساسية لتورط إنجمينا في الهجوم على أم درمان. كما أشار الطاهر المرضي إلى أن بيانا سيصدر عن الحكومة السودانية غدا تحدد فيه الخرطوم إمكانية قبول مبادرات الوساطة، خصوصا وأنه إلى جانب الاتحاد الأفريقي هناك مبادرات قدمت من الجماهيرية الليبية وتجمع دول الساحل والصحراء. وكان السودان حمل تشاد ما وصفها ب "المسؤولية الكاملة" لهجوم المتمردين على أم درمان، وقطع علاقاته الدبلوماسية معها. وسبق للبلدين أن وقعا يوم 13 مارس في دكار اتفاق سلام وصف بأنه "نهائي" بعدما وقعا اتفاقات سابقة بالرياض وطرابلس وكان (جنوبفرنسا) لم تجد كلها حظها في التطبيق. وتأتي هذه التطورات مع تجديد حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور تهديداتها للخرطوم بشن ما وصفتها بالحرب الشاملة، في حال عدم إجراء محادثات لإحلال السلام بدارفور غربي السودان بحلول نهاية العام الجاري.