قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينغ إن مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير من شأنها التهديد بإفشال كل جهود المحادثات والحوار والمصالحة بالسودان.وشدد بينغ عقب لقائه البشير بالخرطوم على ضرورة أن يستمع العالم للصوت الأفريقي بهذه المسألة.وقال "كأنما محكمة الجنائيات الدولية قد تم تشكيلها لتصوب سهام اتهاماتها نحو أفريقيا فقط بوقت تتجاهل فيه ما يحدث بالعراق وفلسطين وأفغانستان، مضيفا أن السودان دولة افريقية واستقراره وأمنه مسؤولية الاتحاد الأفريقي.بدوره ذكر وزير الدولة بالخارجية السودانية السماني الوسيلة عقب اللقاء أن حكومته دعت المفوضية الأفريقية للعب دور مهم في التصدي لمذكرة المحكمة والعمل على إلغائها.وذكر الوسيلة أن ممثلين عن الاتحاد الأفريقي سيتوجهون للأمم المتحدة لإجراء مشاورات "لإيقاف المذكرة والسماح لاستمرار عملية السلام بالسودان".وقال هانز فان دي ويرد رئيس فرع أطباء بلا حدود بفرنسا إن القرار يعقد نحو 60% من جهود الإغاثة والمساعدات بدارفور والتي تشمل فئات وصفها بأنها معرضة للأخطار من السكان. واتهم المسؤول بالمنظمة خلال مؤتمر صحفي عقده بنيروبي الحكومة السودانية، بخلق عقبات أمام هذه المنظمات قبل قرار الطرد. بدوره قال ممثل حركة تحرير السودان بتحالف الحركات المسلحة لأبناء دارفور إن هناك فراغاً إنسانياً ظهر داخل معسكرات النازحين، بعد قرار الخرطوم طرد عدد من المنظمات العاملة بالإقليم.ودعا إلياس محمد أحمد منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية والمجتمع العربي والأفريقي، إلى تقديم المساعدات الإنسانية لسكان المعسكرات بدارفور. وأصدرت الجنائية الدولية بالرابع من الشهر الجاري قرارا بتوقيف البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب بدارفور، وردت الخرطوم بطرد 13 منظمة إغاثة دولية اتهمتها بالتعاون مع المحكمة. من جهة أخرى كرر زعيم حزب المؤتمر الشعبي مواقفه المناوئة للرئيس البشير. وأكد حسن الترابي فور الإفراج عنه بعد اعتقال دام شهرين، أنه مؤمن بالعدالة الدولية ومتمسك بكل ما يمكن أن يقود إلى تحقيق العدالة في بلاده. وشدد الترابي على أن الإفراج عنه لن يؤدي إلى تخليه عن مواقفه المعارضة لنظام الحكم. وأكد أن العدالة مبدأ فوق كل الناس قائلا "لا حصانة لأحد في هذا العالم" مضيفا أن "السجون لا تجعل أصحاب المبادئ يعدلون مواقفهم". وكانت السلطات أطلقت مساء الأحد سراح الترابي بعد اعتقال دام قرابة الشهرين عقب تصريحات وصف فيها البشير بأنه "مدان سياسيا بجرائم ارتكبت في دارفور, وعليه المثول طوعا أمام المحكمة الجنائية الدولية". من ناحيته قال إبراهيم السنوسي مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي إن حزبه لا يسعى للتصادم مع الحكومة "بقدر تمسكه بمواقف الحق". وأضاف بلقاء مع الجزيرة أن حزبه "لا يقبل محاكم غربية تعتمد معايير مزدوجة ولكنه لا يقبل أن يقتل الآلاف في دارفور ولا تقوم الحكومة السودانية بمحاكمة من ارتكبوا تلك الجرائم". في المقابل أكد زعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء السابق الصادق المهدي رفضه تسليم البشير أو اعتقاله، محذرا من أن حدوث ذلك من شأنه أن يؤدي إلى مواجهات واضطرابات في البلاد. وشدد المهدي خلال ندوة أقامها المجلس المصري للشؤون الخارجية بالقاهرة على أن أي محاولة لتغيير الأوضاع بالسودان بإرادة خارجية ستواجه بالرفض من جميع القوى السياسية لأنها تفتح بابا لوقوع البلاد تحت الهيمنة الدولية. مذكرة اعتقال البشير تستهدف القارة الافريقية واعتبر جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أن قرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير يستهدف القارة الافريقية مؤكدا سعي القارة لحل كافة مشاكلها بأيد افريقية. وأوضح السماني الوسيلة وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية عقب استقبال الرئيس السوداني لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أن "بينغ أكد سعي القارة الافريقية لحل كل مشكلاتها بأيد افريقية وعلى العالم أن يستمع لافريقيا حتى يتسنى له تقديم المساعدات الحقيقية التي تحتاج اليها القارة". وأضاف بينغ "كأن محكمة الجنايات الدولية قد تم تشكيلها لتصوب سهام اتهاماتها نحو افريقيا فقط في الوقت الذي تتجاهل فيه ما يحدث في العراق وفلسطين وافغانستان" معتبرا أن "قرار اعتقال البشير لا يستهدف السودان لوحده بل القارة الافريقية بأسرها". وشدد على حرص الاتحاد الافريقي على وقف قرارات محكمة الجنايات الدولية ضد السودان مشيرا إلى أن "السودان دولة افريقية واستقرارها وأمنها مسؤولية الاتحاد الافريقي". كما أكد أن المجتمع الدولي يساند السودان ماعدا الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا وبريطانيا لافتا إلى أن "الاتحاد الافريقي يجري الآن العديد من الاتصالات والمشاورات لامتصاص الاثار السالبة لقرار محكمة الجنايات الدولية". وكان بينغ قد ترأس وفد الاتحاد الافريقي في مباحثات سابقة مع نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ومصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس البشير حول رؤية الاتحاد الرامية إلى تجميد مذكرة توقيف الرئيس السوداني. إصابة أربعة من قوات حفظ السلام في هجوم مسلح بدارفور أعلنت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى اليوم الثلاثاء ان اربعة من عناصرها اصيبوا في كمين نصبه مسلحون لدوريتهم في اقليم دارفور غرب السودان . وقالت قوة حفظ السلام المشتركة ان الهجوم يمثل تصعيدا خطيرا فى الهجمات ضد جنودها . ونقلت مصادر صحفية عن نور الدين مازني المتحدث باسم القوة ان مسلحين مجهولين فتحوا الليلة الماضية النار على دورية تابعة لقوات حفظ السلام لدى عودتها من الجنينة وهى البلدة الرئيسية فى غرب دارفور قرب الحدود مع تشاد . واوضح أن منطقة غرب دارفور شهدت العديد من حوادث خطف السيارات ومحاولات النهب لكن هذا الهجوم على قوات حفظ السلام يمثل تصعيدا خطيرا يثير القلق . وذكر ان أحد الجنود الجرحى اصابته خطيرة وان الاربعة نقلوا الى الفاشر فى شمال دارفور للعلاج . الاممالمتحدة ستجري بالاشتراك مع الحكومة السودانية مسحا لحاجيات ولايات دارفور الانسانية - اعلن جون هولمز وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية أن المنظمة الدولية ستقوم بإجراء مسح مشترك مع الحكومة السودانية غدا الاربعاء لتحديد كيفية تعويض عمل المنظمات الاغاثية ال13 التي تم ابعادها من السودان . ونقلت مصادر صحفية اليوم الثلاثاء عن هولمز قوله ان الاممالمتحدة تحاول سد الفجوة التي خلفتها تلك المنظمات لمساعدة نحو 4.7 مليون مشرد داخلي يعتمدون بصورة تامة على المساعدات. وحذر المسؤول الاممي من جانب اخر من خطر انتشار مرض التهاب السحايا خاصة في مخيم كلمة للمشردين داخليا في جنوب دارفور إذا لم تجر حملة تحصين فورية . وكانت الحكومة السودانية قد طردت المنظمات غير الحكومية يوم الأربعاء الماضي ل"اختراقها قوانين السودان وعدم احترام نطاق تفويضها".