ويستضيف برنامج هذا العام وجوها أدبية جزائرية بارزة، كالإعلامي والكاتب محمد غوبريني الذي كان قد تحدث أمام جمهور دار الثقافة "مولود معمري" عن الشعر الأمازيغي القديم المستمد أساسا من الشفوي المنقول من الأجداد على شكل حكايات وقصص مستمدة من الواقع المعاش للأسرة القبائلية على وجه الخصوص كونها محافظة ومتمسكة بمبادئها الإنسانية وتقاليدها المتجذرة، بالإضافة إلى كل من رشيد بوجدرة، أمين الزاوي وجوهر أمحيص• الباحثة المختصة في الأدب الفرنسي والأستاذة المتقاعدة، جوهر أمحيص، قالت في محاضرتها "اكتشافات كتابات طاهر جاووت" إن هذا الأخير كرس كل وقته في محو اللاتسامح والجهل السائد في المجتمع، وأضافت أن جاووت يشبه في كتاباته العلامة ابن خلدون الذي قال في أحد مؤلفاته إنه يجب محاربة شبح الأكاذيب بنور العقول• وتطرقت السيدة أمحيص، التي تعمل حاليا في مجال البحث الأدبي، إلى جوانب عدة تميز الراحل الطاهر جاووت عن غيره، من خلال شخصيته ورمزيته الكبيرة، إلى جانب طريقة كتابته للمواضيع المختلفة، والمتسمة بالمبادئ وروح المسؤولية• الدكتور أمين الزاوي، مدير المكتبة الوطنية، في محاضرة بجامعة تيزي وزو تفاعل معها الطلبة، قال إن جاووت كان يستمع أكثر مما يتكلم، وأضاف أن هذا الأخير كان مدافعا حقيقيا عن حرية التعبير وهو الذي يتقن ثلاث لغات؛ العربية التي كتب بها أشعاره الأولى والأمازيغية، إلى جانب الفرنسية، فهو الكاتب الصحفي الذي يدافع عن الرأي الحر ونقله أدبيا إلى الكتابة الروائية، يضيف صاحب "وليمة الأكاذيب"• من جهته، لم يفوت الروائي رشيد بوجدرة المناسبة، ليضع حدا لما روج عن علاقته مع الراحل جاووت صاحب الرائعتين الأدبيتين "اختراع الصحراء" و"العسس"، والذي كان قد انتقد حسب ما تناولته بعض وسائل الإعلام الراحل رفقة الصحفي الفرنسي جان دانيال، لاسيما في كتاب "شرف القبيلة"• عمر بلهوشات، مدير جريدة الوطن، سلط الضوء في محاضرة بدار الثقافة مولود معمري حول مسيرة الصحفي الطاهر جاووت، على جوانب هذه الشخصية الأدبية والمؤلفات التي ماتزال شاهدة على أهميته في مختلف المجالات وبلغات متعددة• أما اليوم الخميس، فتلقي حليمة لمين قراءات شعرية، على أن يتم زيارة مسقط رأس الكاتب الراحل وقبره ببلدية أزفون مع وضع باقة من الزهور ترحما على روحه الطاهرة• ولد الطاهر جاووت بتاريخ 11 جانفي 1954، بأزفون، تحصل على شهادة جامعية في الرياضيات والاتصال ليعمل بعدها في المجال الإعلامي، تعرض لمحاولة اغتيال يوم 26 ماي1993م ليتوفى يوم الثاني من جوان من نفس السنة تاركا رصيدا أدبيا كبيرا معظمه بالفرنسية، ومن آثاره "انقلاب شائك" ديوان شعري 1975، "العصفور المعدني" 1982، روايتا "منزوع الملكية" و"الباحثون عن العظام" 1984، وكذا "اختراع الصحراء" 1984، "منتخبات شعرية جزائرية" 1984، ورواية "العسس"1991•