أسدل أمس الأحد بدار الشباب والفضاء الثقافي لبلدية بني يني بولاية تيزي وزو على فعاليات الأيام التكريمية في الذكرى العشرين لرحيل الأديب "مولود معمري صاحب روائع "الربوة المنسية" "الأفيون والعصا" وكذا "النوم العادل" المسرحية التي أخرجها سنة 1955م وغيرها من الأعمال الأدبية الأخرى• وقد تضمن البرنامج الذي أعدته الجمعية الثقافية "ثالويت" لبني يني عدة نشاطات تجسدت في معارض وصالون للكتاب بالغة الأمازيغية يؤرخ لحقبة كاملة كان قد سخرها ابن القبائل الكبرى لخدمة الثقافة الجزائرية والقبائلية على وجه الخصوص والتعريف بما تركه من رصيد في مساره المهني من مؤلفات وروايات. أضف إلى ذلك تخصيص حيز معتبر لعرض ما تزخر به عاصمة جرجرة من صناعة تقليدية بما فيها حلي بني يني التي وصل صداه إلى العالمية، وكذا فخار معاثقة وزربية آث هيشام والنحت على الخشب بالجمعة الصهاريج بمقلع، إلى جانب مختلف الألبسة التقليدية التي يعود تاريخ البعض منها إلى أكثر من مائة سنة• وما مميز ذكرى رحيل مولود معمري هذا العام بتيزي وزو الحضور المكثف للوفود المشاركة.. بما فيها فرقة "أهليل" من تيميمون التي أمتعت الحضور برقصاتها المعتبرة التي كانت قد ألهمت الراحل التي وضعها ضمن أجندة أبحاثه الأدبية قبل ذلك، انتقلت أول أمس الوفود المشاركة إلى مسقط رأس ابن توريريت ميمون بأعالي منطقة القبائل الذي ولد سنة1917 وخلف سجلا مميزا من المؤلفات والروايات جعلت منه أحد أقطاب الأدب الجزائري منها عدة روايات ترجمت إلى عدة لغات عالمية، كما تم اقتباس اثنين منها إلى أفلام سينمائية وهي "الأفيون والعصا" و"الربوة المنسية"، إلى جانب تأليفه أيضا لعدة قصص قصيرة منها.. الصحراء الموروثة الحمار الزرد. كما يعد معمري من بين واضع أسس القواعد الصحيحة للغة الأمازيغية من خلال كتابه "ثاجرومت نتمازيغث" كما كرس حياته للحفاظ على التراث غير المادي من خلال مجموعته الشعرية والذي ارتكز فيها على عنصر "ثموشوها" أو الحكايات. وقد توفي الأديب مولود معمري في حادث مرور في ال25 فيفري 1989م بولاية عين الدفلى ( سيدي لخضر) وهو في طريق العودة من المغرب الأقصى؛ حيث شارك في ملتقى دولي حول الأمازيغية•