ووسط هذه الأجواء المشحونة، قامت قوات مكافحة الشغب بعمليات مطاردة متواصلة لتفريق المتظاهرين الذين اقتحموا كل الشوارع وقاموا برشق عناصر الأمن بالحجارة وقارورات المولوتوف وتخريب أجهزة البريد بالشوارع وإتلاف إشارات المرور والتي استعمل فيها القنابل المسيلة للدموع، التي ألحقت إصابات وإغماءات في صفوف العديد من المواطنين، خاصة من المرضى والأطفال الصغار الذين تم نقلهم إلى مصلحة الإستعجالات بالمستشفى الجامعي لوهران• من جهتها، قامت مصالح الدرك الوطني للمجموعة الولائية بتطويق ساحة "عبد الرحمان ميرة"، مقر المجموعة المحاذي لقصر العدالة بعد غليان أنصار المولودية الذين أرادوا اقتحام مبنى الصندوق الوطني للتوفير والإحتياط لولا تدخل سيارات عناصر مكافحة الشغب التي قامت بمطاردة المتظاهرين باستعمال القنابل المسيلة الدموع•• وهي نفس الصورة التي شهدتها كل الشوارع الرئيسية لمدينة وهران بعد اجتياح أفواج ضخمة من الشباب الملثمين قادمين من حي "سان بيار" و"حي المقري" وغيرهما من أحياء المدينة، التي انتقلت إليها حمى الإحتجاجات وأنصار المولودية من حي الحمري وحي سيدي الهواري وحي الدرب أين تجمعت عناصر الأمن لتطويق مداخل حي الدرب وسيدي الهواري لمنع اجتياح المتظاهرين وسط المدينة بعد مشادات عنيفة وغليان كبير عاشته صبيحة أمس ساحة "فيكتوار" المشهورة؛ حيث تجمع المئات من الشباب بشارع "لوي" المحاذي للقنصلية المغربية أين أضرم المتظاهرون النيران في محاولة أخرى لاقتحام بنك "سوسيتي جينرال"• في ذات السياق، عرف حي "فلاون"، مقر إدارة ممتلكات رئيس نادي مولودية وهران "يوسف جباري" اجتياح المتظاهرين الذين قاموا برشق مقر جريدته "صدى وهران" بالحجارة وكذا المطعم والمقهى والعديد من ممتلكاته، محاولين إشعال النيران فيها، لولا تدخل قوات مكافحة الشغب التي حاصرت الموقع لتندلغ النيران بساحة حي قمبيطة وحي الدارالبيضاء والعديد من أحياء المدينة، فيما تم تسجيل إصابات في صفوف الأمن بعد رشقهم بالحجارة الذين كانوا تصلهم إمدادات أمنية بالشاحنات لتفريق المتظاهرين واحتواء غضب وغليان أنصار المولودية بعد توقيف العشرات من المتظاهرين في أعمال شغب وتخريب وعنف ورشق بالحجارة، فيما شهد المقر المركزي للأمن الولائي، أمس، اعتصام العشرات من العائلات، مطالبة بإطلاق سراح أبنائهم الذين تم توقيفهم عشية الإثنين بعد اندلاع الشرارة الأولى لغضب أنصار المولودية• وكشفت أطراف متابعة لملف غضب أنصار المولودية والتي أرادت أن تعطي قراءة أخرى لما شهده الشارع الوهراني من أعمال شغب وعنف ومشادات لترجع ذلك الغليان إلى الوضعية الإجتماعية المتدهورة للمواطنين والحرفة والبطالة وأزمة السكن وغيرها من المشاكل والانشغالات التي لم يتكفل بها مسؤولو الولاية، خاصة بعد انضمام جماعة من الأشرارالى موكب المتظاهرين للسطو والنهب، إلا أنها لم تفلح خاصة أن المتظاهرين لم يرددوا شعارات معادية للنظام أو السلطة وإنما كانوا ينددون بسياسة تسيير رئيس نادي مولودية وهران، مرددين عبارات ساقطة في حقه ومحملين له المسؤولية في انزلاق الوضع بالمدينة، بعد تدحرج الفريق وتقهقره مع الصغار للعب في القسم الوطني الثاني الذي لعب فيه منذ أكثر من 34 سنة• وفي ظل تلك الأجواء المشحونة بالغضب والتوتر، اجتاز 51222 تلميذ في الطور الإبتدائي من النظام القديم والجديد امتحان نيل شهادة التعليم الإبتدائي وسط غليان الشارع الوهراني وأنصار المولودية• كانت الساعة تشير إلى 2.30 من نهار الأمس عندما دخلنا حي بلاطو سابقا "سيدي البشير" بوسط مدينة وهران حيث كانت تتواجد مجموعات كبيرة من الشباب الذين التحقوا مباشرة بعد اضرام النيران في أعمدة كهربائية بالشارع الرئسي المؤدي إلى وسط المدينة؛ حيث قاموا برمي مقر وكالة التأمين بالحجارة محملين بالعصي في محاولة لاقتحام مقر المركز والبنك الشعبي للسطو على أمواله• في القت الذي اشتدت فيه المواجهات بين عناصر الأمن وأنصار المولودية في أحياء أخرى من وهرانالشرقية عبر حي الصباح لتنقل بعدها حمى الغليان إلى بلديات أخرى من مرسى الحجاج وبلدية أرزيو بالمنطقة البتروكيماوية• استنكر من جهتهم سكان مدينة وهران أعمال الشغب والعنف التي تعيشها الباهية بعد شل كل المؤسسات وحتى المهن الحرة وانقطاع النقل، ما جعل المواطنين يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى منازلهم، واصفين تلك الإضطرابات بالهمجية التي لا تخدم الرياضة ولا مستقبل البلاد ومطالبين بتجميد كل الأندية الولائية من اللعب بدلا من حالة الرعب والفزع التي يعيشونها منذ عودة أنصار المولودية من ولاية الشلف•