عاش ليلة الأربعاء، في حدود الساعة التاسعة ليلا، سكان حي النجمة سابقا - شطيبو - ببلدية سيدي الشحمي بوهران ليلة، مرعبة بعد حالة الفزع والخوف التي خيمت على السكان، نتيجة انتقال حمى المظاهرات والمشادات من شوارع وهران إلى الحي الذي اندلعت فيه والذي يضم أكثر من 140 ألف ساكن ويبعد عن مقر بلدية وهران بقرابة 7 كلم، بعدما عمت المظاهرات كل شوارع وقرى الحي وذلك من قبل أنصار مولودية وهران، الذين قاموا بإضرام النيران بشوارع الحي في العجلات المطاطية وقطع الخشب وحرق مركز البريد وكذا مركز التكوين المهني، فيما حاولوا اقتحام مقر الكتيبة الإقليمة للدرك الوطني المتواجدة بالحي و المحاذي للسوق الشعبي؛ حيث أبدت عناصر الدرك الوطني ، كما علمنا من أهالي الحي الذي دخلناه في حدود الساعة 10.30، مقاومة عنيفة بعدما تم رشقهم بالحجارة ليلا؛ حيث سمع على إثرها طلقات الرصاص التي صاحبتها القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين والتي تسببت في اختناقات وإغماءات لدى السكان، خاصة المرضى منهم• ألحق من جهتهم أنصار المولودية على إثر هجومهم على عناصر الدرك الوطني إصابات في صفوف وحدات الدرك متفاوتة الخطورة، الذين وصلتهم إمدادات من قبل الوحدات المجاورة لبلدية الكرامة والسانيا وكذا مقر بلدية سيدي الشحمي، هذا بالإضافة إلى الدعم الكبير من قبل المجموعة الولائية لاحتواء الوضع وتفريق المتظاهرين، الذين حاول البعض منهم السطو على المحلات التجارية فيما أرادو توسيع زحفهم إلى المنطقة الصناعية المتواجدة بشطيبو للإستيلاء على الثلاجات الضخمة للحوم ومخازن الإسمنت والقمح وكذا السمك المجمد وقطع الغيار وغيرها من السلع باهظة الثمن؛ حيث قامت عناصر الدرك الوطني بفضل الإمدادات التي وصلتها حتى من قبل وحدات مكافة الشغب من توقيف العشرات من المتظاهرين الذين لم تخمد نيرانهم إلا بعد الساعة الرابعة صباحا وطلوع الفجر، حيث انتشرت سيارات الدرك بقوة بالشوارع الرئيسية من مداخل الحي وقامت بتطويقه ومحاصرة المتظاهرين ومنعهم من مواصلة أعمال الشغب والعنف• أكد من جهتهم عدد من سكان الحي أن عيونهم لم تذق النوم طوال الليل من شدة هول ماحدث إلا عند آذان الفجر، وهي نفس المظاهر التي عاشها سكان بلدية حاسي بونيف وإحيائها ليلة الأربعاء• عودة هدوء نسبي إلى شوارع وبلديات وهران والأمن يحاصر العديد من المواقع في سياق متصل، عاد يومي الخميس والجمعة هدوء نسبي إلى أحياء وشوارع مدينة وهران بعد مشادات عنيفة ومطاردات بين قوات الأمن وأنصار المولودية، الذين حولوا الباهية طيلة ثلاثة أيام، بدءا من يوم الإثنين الفارط، إلى مسرح للتخريب والفوضى بعد تصعيد موجة المظاهرات وأعمال العنف التي اجتاحت البنوك وأجهزة الهاتف المتواجدة بالشوارع وإشارات المرور وتخريب المحلات التجارية والإدارات العمومية وحرق عدد من السيارات بحي المقري وبيلار والأعمدة الكهربائية، بعد تناثر ضباب كثير جراء الدخان المتصاعد بسبب حرق العجلات المطاطية، والتي نتج عنها توقيف العشرات من المتظاهرين وإصابات في صفوف عناصر الأمن الذين تم نقلهم على جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات بالمستشفى الجامعي التي عجت بالمصابين من قبل وحدات الأمن بعد رشقهم بالحجارة من طرف أنصار المولودية• استرجعت من جانب آخر شوارع وهران بعض الحركة بعد عودة حافلات النقل وكذا سيارات الأجرة، فيما قامت الإدارات والمؤسسات العمومية بفتح أجزاء من أبوابها تأهبا لأي طارئ لإعادة غلقها، كما فتحت المخابز وبعض المحلات التجارية لتمويل سكان الباهية بالمواد الغذائية التي شحت بالمدينة بعد حالة الغليان التي عشتها الأسبوع الفارط• تسجيل غيابات كبيرة لطلبة جامعة السانيا والمترشحين لشهادة التعليم الأساسي سجلت المؤسسات الإبتدائية التي استقبلت يوم الثلاثاء 51222 مترشحا لاجتياز شهادة التعليم الإبتدائي عبر 227 مركز إجراء، غياب أكثر من 400 تلميذ نتيجة الوضع الأمني السائد طيلة الأسبوع وكذا الحالة النفسية المضطربة للمترشحين والتي وقفت عائقا أمام اجتيازهم للإمتحان وهو حال طلبة جامعة السانية التي تأجلت بالكثير من المعاهد امتحانات نهاية السنة نتيجة انعدام النقل وكذا الوضع النفسي المضطرب خاصة في صفوف الطالبات اللواتي قطعن الإمتحانات خوفا من اقتحام المتظاهرين الحرم الجامعي• وعليه، تبقى قوات مكافحة الشغب مرابضة بالعديد من الأماكن والمواقع الحساسة والعمومية تأهبا لأي طارئ وعودة المظاهرات• فيما أكد أن ما حدث لا يعني تمويلها أكثر من الفرق الأخرى والي وهران يعلن أن المولودية تتلقى سنويا دعما ماليا يقدر بملايير الدينارات أعلن والي وهران، السيد "طاهر سكران"، يوم الخميس، من خلال النداء الذي وجهه لسكان الولاية، بضرورة التحلي بالهدوء والرزانة لتفويت الفرصة عن بعض المغرضين، أن مولودية وهران كناد وفريق تتلقى سنويا دعما ماليا ضخما يفوق ملايير الدينارات سنويا والأرقام والجلسات موجودة تدل على ذلك، هذا فضلا عن المراقبة المالية لأموال الدعم للمنتجات والفرق التي يتم صرفها، لكن بالرغم من ذلك، يضيف الوالي، " نتساءل عن مصير الأموال التي تمنح من خزينة الدولة"• في ذات السياق، أوضح "سكران" أن ماحدث من مظاهرات وأعمال شغب لا يعني إطلاقا أننا سنقوم بدعم المولودية أكثر من الفرق الأخرى أو يعني تفضيلها عن منتخبات الولاية من فريق "لوما أرزيو" و"جمعية وهران" وغيرها لأن هناك مصاريف تحدد سنويا من قبل الولاية وتتقاسمها كل أندية القسم الوطني الأول والثاني، على أن يأخذ كل فريق حصته• من جهته، قال ذات المسؤول، أن ما حدث من تخريب سيكلف خزينة الدولة أموالا كبيرة رغم أن ما جرى يعد قليلا، إلا أنه كثير لنا، حيث أننا لم نقم بتقييم الخسائر والوضع، لأن هناك تقريرا شاملا سيقدم عن حجم الخسائر بالسنتيم، وسيصلح من أموال المشاريع الجديدة مثل مشاريع السكنية الموجهة للشعب من أبناء الولاية، مضيفا أنه إذا لم تقدم المساعدة والمساندة من قبل الرابطة الوطنية وغيرها من الجهات، فإن المولودية ستبقى دائما في مكانتها وسمعتها، رغم التحقاها بمجموعة القسم الوطني الثاني، مفندا أن المظاهرات خلفت موتى• بعد تصعيد أعمال التخريب والمواجهات بين أنصار المولودية والأمن الشارع الوهراني يندد بغياب التشكيلات السياسية استنكر الشارع الوهراني بعد عودة الإستقرار إلى المدينة الغياب التام للتشكيلات السياسية التي فضلت السكوت واتخاذ موقف حيادي عن توجيه خطابات ونداءات لتهدئة الوضع وضبط النفس للمتظاهرين، خاصة أن أغلبيتهم شباب لم تتعد أعمارهم 24 سنة منهم مغرر بهم بعدما زج بهم من قبل جهات مغرضة استياء كبير للشارع الوهراني من قبل الأحزاب التي لا تظهر إلا في الحملات الإنتخابية للتسابق فيما بينها للظفر بكرسي في مجلس الأمن أو بمجلس الشعب أو حتى لمقعد في المجلس الشعبي الولائي والبلدي بعد إخراج مكبرات الصوت والطواف بكل أحياء وشوارع الولاية للتسول وكسب أصوات الشعب•