شرع، أمس، قادة العالم المشاركين في قمة منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، التي تتخذ من إيطاليا مقرا لها، في بحث سبل معالجة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم ومساعدة ملايين السكان على مواجهة الأزمة الغذائية• ومن بين المواضيع الرئيسية المدرجة في جدول الأعمال، ارتفاع أسعار الغذاء وتغير المناخ والإنتاج المتزايد للوقود الحيوي، حيث يثير الموضوع الأخير الكثير من الجدل• وحسبما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، فإن هذه القمة التي تنظمها "الفاو"، تعد أول استجابة عالمية للسلسلة الأخيرة من ارتفاع أسعار الغذاء، تهدف إلى التوصل إلى تعهدات من الجهات المانحة بتقديم مساعدات عاجلة كحلول قصيرة الأجل وتوليد استراتيجيات طويلة المدى لحماية إنتاج الغذاء• وأكد الرئيس المدير العام ل "الفاو"، "جاك ديوف"، أن مشكلة الأمن الغذائي تعد من طبيعة "سياسية" ويعين "اتخاذ القرارات الشجاعة اللازمة" حتى لا يقع العالم في "وضعية أخطر"• وأكد في الكلمة التي ألقاها عند افتتاح أشغال القمة، قائلا "لقد مر وقت الحديث وحان وقت العمل"• ومن جهته، دعا الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة "بان كي مون" المشاركين في قمة "الفاو" إلى "التوصل إلى اجتماع حول الوقود الحيوي وعدم اتباع سياسات غذائية التي قد تفقر البلدان المجاورة"• كما أعرب نفس المسؤول عن رغبته في" اتخاذ إجراءات على المدى البعيد من أجل تعزيز الأمن الغذائي" وكذا التوصل لإجماع دولي حول الوقود الحيوي، الذي يعتبر عاملا أساسيا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية• ومن جهته، أكد الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد"، في كلمة للصحافة قبل مغادرته طهران إلى روما للمشاركة في القمة، أن بلاده تتوفر على آليات واقتراحات وبرامج واضحة للتوزيع العادل والمناسب للمواد الغذائية في العالم• وقال أن إيران، بوصفها دولة مؤثرة من الناحية الاقتصادية والزراعية، لديها آليات واقتراحات وبرامج واضحة للإنتاج والتوزيع العادل والملائم للمواد الغذائية في العالم وبإمكانها الاضطلاع بدور أساسي في إدارة الظروف الحالية في العالم• وكانت منظمة "الفاو" أشارت إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم قدر ما بين سنتي 2002 و2004 ب 862 مليون شخص، بينهم 830 مليونا في البلدان النامية• غير أن الوضع لايزال على حاله بما أن حوالي 850 مليون شخص لازالوا يعانون من الجوع وحوالي 820 مليون شخص منهم يعيشون في بلدان نامية التي ستكون دون شك أكثر البلدان، تضررا من آثار التغيرات المناخية والطاقات البيولوجية• ومن جهته، قرر البنك العالمي، الذي يشارك في هذه الندوة، تخصيص مبلغ يقدر 2،1 مليار دولار لمواجهة الحاجيات الغذائية الفورية• وستخصص 200 مليون من هذا المبلغ للشعوب الضعيفة في البلدان الأكثر فقرا في العالم• وأعلنت هذه المؤسسة أنها سترفع دعمها العالمي للتغذية والزراعة المقدر حاليا ب 4 ملايير دولار الى 6 ملايير دولار سنة 2009•