دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المشاركين في قمة منظمة الأغذية والزراعة حول الأمن الغذائي أمس في روما إلى "تحقيق أكبر قدر ممكن من الإجماع الدولي بشأن الوقود الحيوي" رغم تجنب بان صراحة الدعوة إلى وقف إنتاجه وركز بان في خطابه أمس على الدعوة إلى إنعاش الزراعة، وطالب برفع الإنتاج الغذائي "بنسبة 50% بحلول عام 2030" من أجل التصدي للفقر في العالم. وصرح المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) جاك ضيوف في افتتاح أعمال القمة، بأن مشكلة الأمن الغذائي "ذات طبيعة سياسية" ويتعين "المسارعة إلى اتخاذ الإجراءات الشجاعة التي يفرضها الوضع" لتجنيب العالم "وضعا خطيرا". ويشارك في هذه القمة 44 من زعماء العالم لمناقشة هذه الأزمة التي تهدد بدفع مئات الملايين من سكان العالم إلى الفقر المدقع. وألقى خبراء اللوم جزئيا على استخدام أغذية كالذرة وزيت النخيل والسكر لإنتاج الوقود الحيوي في ارتفاع أسعار الغذاء. ويقول منتقدو استخدام الوقود الحيوي إن الدول المنتجة له تحول المكونات الغذائية المهمة من أفواه البشر إلى خزانات الوقود وتتنافس على الأراضي التي يتعين استغلالها لتوفير الغذاء. وكان المقرر السابق للغذاء في الأممالمتحدة جين زيغلر وصف إنتاجه في العام الماضي بأنه "جريمة بحق الإنسانية". وتنتهج الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي سياسات تروج لاستخدام الوقود الحيوي بدائل لتقليل الاعتماد على النفط. وتعد البرازيل -التي يحضر رئيسها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا القمة مدافعا عنه- من أبرز الدول المنتجة لهذا النوع من الوقود. وأفرد تقرير نشرته الفاو أول أمس العديد من المخاطر الاجتماعية والبيئية لاستخدام الوقود الحيوي، غير أنه أوضح في ذات الوقت أنه ليس السبب الرئيسي في أزمة الغذاء، لكن يضاف إليه ضعف الإنتاج وضآلة المخزون وزيادة الطلب على الغذاء والأعلاف في آسيا. وفي هذا السياق، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيقترح إنشاء "مجموعة دولية بشأن الأمن الغذائي" تضم خصوصا المؤسسات المختصة (وكالات الأممالمتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمصارف الإقليمية ومنظمة التجارة العالمية). وانتقدت سكرتيرة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان رحمة ياد منذ أيام طريقة إدارة الفاو، معتبرة أنها ومنظمة برنامج الغذاء العالمي "توظفان عددا كبيرا من الناس وتنفقان ميزانية كبيرة لتشغيلهما وهذا يعني ميزانية أقل للاستثمار". وكان الرئيس السنغالي عبد الله واد دعا من ناحيته مطلع ماي الماضي إلى إلغاء منظمة الفاو التي رأى أن وجودها "تبذير للأموال"، معتبرا أن الأزمة الغذائية العالمية الحالية تشكل "فشلا كبيرا لها". يذكر أن إجراءات أمنية مشددة فرضت حول القمة، بينما قررت منظمات وأحزاب اليسار الإيطالي التظاهر أمس ضد حضور الرئيسين الزيمبابويي روبرت موغابي والإيراني محمود أحمدي نجاد القمة. وكانت قمة عالمية أولى للتغذية عقدت في 1996 في روما تلتها قمة ثانية عام 2002 بهدف تأكيد الأسرة الدولية التزامها بخفض معدل الفقر في العالم للنصف بحلول العام 2015.