وفي السياق ذاته لجأت نساء أخريات إلى العمل في إطار الشبكة الاجتماعية كمنظفات في بعض المؤسسات والمحلات التجارية والتسول، كما وقع الكثير منهن ضحية استهلاك المخدرات والأقراص المهدئة للهروب من واقعهن المر بعد حالة الضياع التي تعيشها الأمهات العازبات في ظل غياب التكفل الاجتماعي بهن وبأطفالهن وذلك من قبل مديرية النشاط الاجتماعي والبلديات وغيرها من مصالح والهيئات المختصة• أكدت من جهتها ذات المتحدثة أن ما تتلقاه اليوم بعض الأمهات العازبات من مساعدة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي والمتمثلة في منح ضئيلة لا تتعدى 4 ملايين في السنة لشراء الحليب ومستلزمات الطفل تعدو إهانة في حق البراءة من الرضع الذين يتطلب التكفل الحقيقي بهم لحمايتهم في المستقبل من التشرد والانحراف والضياع وكذا لعدم تكرار سيناريو أوليائهم الذين يقوم الكثير منهم برميهم من قبل أمهاتهم في دور الحضانة والمستشفيات وبالشوارع وأمام العمارات، حيث تم إحصاء أكثر من 14 رضيعا مرميا بشوارع وهران خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية من قبل مصالح حماية المدنية التي عثرت على 6 أطفال رضع متوفين بالشوارع تم رميهم - نتيجة ظروف اجتماعية قاسية - في الشوارع دون رحمة ليتكرر نفس السيناريو كل مرة• كشفت في السياق ذاته السيدة بن شيخ أن أغلب هؤلاء الأمهات العازبات هن من وهران والولايات المجاورة من اللواتي ينزحن إلى وهران لوضع حملهن ثم يعودن إلى ولاياتهن الأصلية، فيما تستقر كثيرات منهن بالولاية خوفا من مواجهة المجتمع، وتلجأن فيما بعد إلى ممارسة الدعارة والعمل في الملاهي الليلية، الأمر الذي زاد من عدد الأمهات العازبات بالولاية التي أصبحت شوارعها ليلا تختنق بصفوف كبيرة منهن فيما يتم يوميا استقبال العديد منهن، حيث نقوم بتوجيههن نحو بعض المحسنين لمساعدتهن لوضع حملهن وفيما بعد الولادة لاقتناء الحليب للرضيع في ظل المصير المجهول الذي تعاني منه هاته الفئة وهؤلاء الأطفال من الرضع، ما يجعلنا اليوم نطالب بتكفل حقيقي بهذه الفئة لإعادة إدماجها في المجتمع بصورة نظيفة ورعاية أطفالهن وذلك عن طريق فتح مراكز خاصة بهن، حيث أن هناك العديد من المراكز الثقافية ومراكز عبور أخرى مشغولة من قبل العديد من العائلات رغم امتلاكها سكنات -تضيف السيدة بن شيخ - ومن المنطق أن تمنح لهؤلاء الأمهات العازبات لتربية أطفالهن بدل حالة الضياع والتشرد التي هن عليها، هذا بالإضافة إلى إحالة ملفهن على اتحاد النساء الجزائريات للتكفل بهن بدل حالة الجمود التي يعانين منها ليلعب دوره في حماية المرأة من الانحراف بعيدا عن السياسة، وهو المطلب الذي باتت تنادي به الحركات الجمعاوية بالولاية•