دقت بعض الجمعيات بوهران ناقوس الخطر، بعد الإنتشار الكبير لظاهرة الأمهات العازبات التي وصلت إلى مستويات خطيرة وغير مشرفة في المجتمع الجزائري، بعدما تجاوزت كل الخطوط الحمراء نتيجة الإرتفاع الكبير لعمليات الولادة الغير الشرعية التي أصبحت تسجل يوميا بالمستشفيات والمنازل قالت السيدة مقدم الشيخ صونيا، رئيسة جمعية نور الملائكة للمعوقين والأمهات العازبات، إن هناك يوميا أزيد من 3 حالات ولادة غير شرعية تسجل بوهران بعدما تم إحصاء 3 آلاف أم عازية بالوطن، منهن 800 حالة بوهران بين 2008 و2009 ، بعد هروب العديد من الفتيات القاطنات بولايات الغرب إليها، واللواتي يرفضن وضع حملهن بولايتهن تفاديا للفضيحة.. و بعدها يتوجهن بالعمل إلى الملاهي الليلية ودور الدعارة التي تدر عليهن أموالا تسد بهن رمق الجوع، إذ تتراوح أعمارهن من 12 إلى 45 سنة! كما سجلنا حالات أخرى لأمهات عازبات قامت بخنق جنينها بعد ولادته للتخلص منه، مع العلم أنه تم إحصاء 55 ولادة غير شرعية في السنة بوهران، الأمر الذي بات ينذر بهول الكارثة. وتضيف ذات المتحدثة أن تزايد هذه الأرقام يدل على مدى تفسخ المجتمع وغياب الوازع الديني ومتابعة المحيط العائلي للبنات، والإستغلال غير السليم للبارابول.. ما بات يتطلب كسر كل الطابوهات وتشريح الظاهرة لمعالجة الأمور وتدارك الكثير من السلبيات التي خلفتها الوضعية الإجتماعية وما انجر عنها من أزمات في السكن والبطالة، أدت إلى تأخر سن الزواج وبالتالي الإنسياق وراء موجة الإنحراف بعد غياب الجانب التربوي والأخلاقي. أوضحت، في ذات السياق، محدثتنا أن كثيرا من الأمهات العازبات تتوافدن يوميا على الجمعية لتلقي المساعدة، بعد إصدار بطاقات خاصة لهن للحصول على علب حليب لأبنائهن أو بعض الأغذية والملابس، كما يتم مساعدتهن بتكفل بعض العائلات بأطفالهن.. في الوقت الذي تبقى فقدان العلاقة الحنان والتوجيه بين الأم وابنتها، إضافة إلى الغزو الفكري للفضائيات وشبكات الأنترنت عاملين مهمين في توسيع الظاهرة. وبالرغم من المنحة التي ترصدها الدولة لهن تضامنا معهن في سبيل الحفاظ على حياة الرضع المولودين، إلا أن مشكل السكن بالنسبة لهن يبقى مطروحا بشكل جدي، ويتطلب حلولا آنية للتقليص من هذه الظاهرة غير الطبيعية.