افتتح أسبوع السينما البرتغالية في الجزائر، أول أمس بعرض فيلم "الليشبونيون" للمخرج سيرجيو تريفو، وهو الفيلم الذي نال جائزة أحسن فيلم برتغالي لعام 2005، ويعالج المخرج موضوع الهجرة الشرعية وغير الشرعية في البرتغال، فمن خلال اختيار المخرج لمجموعة من البورتريهات لمهاجرين من جنسيات مختلفة، نتعرف على معاناة المهاجرين سواء أكانوا شرعيين أو لا، ففي الفيلم نجد هذا الشاب الروسي الذي غادر وطنه في سن السابعة عشرة، وذهب إلى البرتغال بحثا عن فرص للعيش وسعيا لحياة أفضل، ويتحدث هذا الشاب الذي ندم على مغامرته ويقول إن الجنة الحقيقية هي التي يصنعها الفرد في وطنه وليس في بلد آخر، ويعتبر أن العودة إلى الوطن أمر مستحيل بالنسبة له لأنه غادره وهو يافع ولا أحد سيتذكره اليوم• يقول الفيلم إن الأطفال يعيشون هم أيضا المأساة، فأبناء المهاجرين من أصول آسيوية يقضون أوقاتهم في اللعب في الشارع أمام مياه نافورة علهم يطفئون قسوة الحياة بعيدا عن الوطن، وتتحدث طفلة صغيرة في سن الخامسة من الصين وتقول إنها تتمنى أن تعيش في الوطن الذي ولد فيه وعاش والداها وجداها• وفي الفيلم تهاتف سيدة من روسيا صديقتها وتخبرها أن أوضاع العيش في البرتغال حسنة باستثناء التعليم، حيث لا تدرس اللغة الروسية باستثناء يوم الخميس، أما نظام التعليم في المؤسسات البرتغالية فتصفه بأنه سيئ وتشجعها على المجيء رغم ذلك فهي تقضي وقتها مع أبنائها على شاطئ البحر، ويكشف المخرج عن معاناة المهاجرين من أصول افريقية وآسيوية ومن أمريكا اللاتينية، ونشاهد في الفيلم محاولة البعض منهم تعلم اللغة البرتغالية• تمكن المخرج من نقل وتصوير معاناة المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين إلى البرتغال، فقد جعل المشاهد يتلمس المشكل ويعي خطورته على الأفراد والمجتمع• والمؤسف أنه لم يتم إعلام طلبة جامعة بوزريعة عن أيام السينما البرتغالية حيث لم تنشر الإعلانات يوما قبل التظاهرة وهو ما جعل الإقبال على المشاهدة ضعيفا• وتتواصل العروض يوم الأربعاء بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا بعرض فيلم "وطن مشتبه به" لانياس غونسلفاس وفاسكو بيمونتال وفيلم "لوسوفوني، الثورة" وهو فيلم جماعي من إنتاج "رد بول ميوزيك أكاديمي"، و"مزج جيد" لنيكولا فونسيكا•