حاز فيلم "حراقة" للمخرج الجزائري المخضرم مرزاق علواش، على جائزة الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في اختتام الطبعة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي نهاية الأسبوع الماضي، كما فاز الثلاثي جبران بجائزة أفضل موسيقى تصويرية في فيلم "وداعا غاري" للمخرج الجزائري نسيم عمواش في أول تجربة إخراجية لفيلم طويل له... ويعد فيلم "حراقة" آخر أعمال المخرج الجزائري المعروف مرزاق علواش، صاحب الرصيد الثري بسلسلة من الأعمال التي افتتحها بعمله الشهير "عمر قاتلاتو" في 1976 مرورا ب"مغامرات بطل"، "الرجل الذي ينظر من النافذة"، "الجزائربيروت "،"حب في باريس"، "شوشو"، "سلام ابن العم" باب الواد سيتي"، "باب واب"، "العالم الآخر" ... ويعالج الفيلم أحد أهم المشاكل المطروحة ليس فقط في الجزائر، وإنما في كل بلدان الساحل الجنوبي للمتوسط، وهو الهجرة غير الشرعية، وسعي الشباب وراء سراب الفردوس المفقود وذلك عبر مجموعة من الشباب العاطلين الذين حرص المخرج ان يمثلوا مختلف الفئات الموجودة، بينهم فتاة هي "إيمان" التي انتحر شقيقها "عمر" بعد أن يئس من العثور على فرصة للنجاة من الواقع الأليم. وعمر هذا صديق لناصر ورشيد، والاثنان يصران على استكمال المغامرة لأن "البقاء يؤدي إلى الموت والرحيل يؤدي أيضا إلى الموت"، كما يقول رشيد، فلماذا الانتظار. وبين المجموعة شاب "أصولي" صامت يبدو مختلفا بفكره عن الآخرين، والجميع يريدون التسلل بمساعدة "حسن" وهو متخصص في تهريب الشباب واستغلال حاجتهم وضعفهم. ويصل القارب إلى مشارف الشاطئ الإسباني ولكن يتعين على من بقي حيا أن يسبح لعدة كيلومترات للوصول إلى الشاطئ، وهو ما لا يحسنه الشباب القادمون من الريف، بينما تسبح الفتاة وخطيبها وصديق لهما ويصلون بالفعل إلى الجانب الآخر، غير أنهما سرعان ما يقعون في أيدي الشرطة الإسبانية التي تقوم بترحيلهم. كما يأتي فوز "الحراقة" كأفضل فيلم روائي طويل في أول جائزة يمنحها المهرجان لشبكة أفلام حقوق الإنسان، بعد أن تم اختياره من بين عشرة أفلام تعالج قضايا حقوق الإنسان بأسلوب مميز، وذلك لبراعته في مناقشة أحد أبرز قضايا العالم الثالث، وهي قضية الهجرة. من جهة أخرى، فاز الثلاثي جبران بجائزة أفضل موسيقى تصويرية في فيلم "وداعا غاري" للمخرج الجزائري المقيم بفرنسا نسيم عمواش. يروي الفيلم الذي يعد العمل الروائي الأول للكاتب والمخرج نسيم عمواش، يوميات مجموعة من الشباب من الجيل الثالث للمهاجريين الجزائريين وأصدقائهم الفرنسيين يعيشون في ضاحية فرنسية منسيّة، يحلمون بالحياة والحب، وعلى ضوء ذلك نعيش في عالم هؤلاء ونكتشف الروابط التي تجمع بين مجموعة من الشخصيات. يذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي ترأس لجنة تحكيمه المخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش، اختتمت فعاليات دورته السادسة، ليلة الأربعاء، بحفل باهر تم خلاله تكريم المواهب السينمائية والتمثيلية المتميزة من العالم العربي وآسيا وإفريقيا، وذلك في إطار مسابقتي "المهر العربي" و"المهر الآسيوي-الإفريقي"، حيث عرض المهرجان أكثر من 168 فيلم، وتم توزيع 28 جائزة في مجالات التمثيل، التصوير، التركيب، الموسيقى والسيناريو، بالإضافة إلى جوائز لجنة التحكيم، وقد عادت لجنة المهر الذهبي إلى الفيلم الفلسطيني "زنديق" للمخرج ميشال خليفة كأفضل فيلم روائي عربي من بين عشرة أعمال عربية تناوبت على انتزاع حصتها من الجوائز. ومنحت لجنة التحكيم جائزة أفضل ممثلة للفلسطينية نسرين فاعور، التي أجادت في أدائها دور الأم الفلسطينية المهاجرة إلى الولاياتالمتحدة مع ابنها في فيلم شيرين دعيبس "أمريكا". وذهبت جائزة أفضل ممثل للمغربي سعيد باي عن فيلم "الرجل الذي باع العالم" للأخوين عماد وسهيل نوري عن رواية دوستويفسكي "قلب ضعيف" مصاغة برؤية مغربية، في حين نال الفيلم المصري "واحد - وصفر" جائزة أحسن سيناريو. أما في فئة المهر العربي للفيلم الوثائقي، ففازت المخرجة المسرحية زينة دكاش بجائزة أفضل فيلم وثائقي عن عملها " 12 لبنانيا غاضبا". وفي مسابقة الفيلم الآسيوي - الإفريقي فاز بالجائزة الأولى شريط الفيلبيني بريلانتي ميندوزا "لولا" الذي يصور فيه نضال سيدتين مسنتين للدفاع عن حفيديهما.