وأشارت الوثيقة، التي تحصلت عليها "الفجر"، أن المرحلة الأولى من التهيئة ستشمل المفارغ التي تشهد اختناقا كبيرا، حيث سيتم غلقها ثم الانطلاق في تطبيق برامج لتأهيلها، وهذا بسبب انتهاء مدة صلاحيتها، لاستقبالها كميات من النفايات تفوق طاقة استيعابها• كما تتضمن المفارغ ال 18 المنتشرة عبر مختلف نقاط الوطن، كميات كبيرة من مادة الكربون، التي تم تجميعها خلال السنوات الماضية، لتسويقها إلى الخارج؛ حيث تستخرج منها الطاقة الكهربائية، لأن الجزائر لا تمتلك التقنيات الخاصة بتحويل الكربون إلى طاقة• كما أثبتت الدراسات التي أجريت على هذه المفارغ، أنها تتضمن مادة معتبرة من "الإيكسيفيا" في القاعدة، وهي السوائل المتجمعة في أسفل المفرغات نتيجة لتسرب مياه الأمطار عبر أطنان النفايات، حيث تلوث هذه المادة الجوفية وتلحق أضرارا بالتربة التي تصبح غير صالحة للاستغلال• وقد تم برمجة في المرحلة الأولى غلق وتهيئة سبع مفارغ عمومية على أساس أن وضعيتها كارثية، ويتعلق الأمر بمفرغة واد السمار، عنابة، تبسة، الجلفة، تيارت، سكيكدة والطارف• أما في المرحلة الثانية من البرنامج، فهي تشمل المفارغ الأقل خطورة الموجودة بكل من ولاية باتنة، قسنطينة، وهران، بجاية، حاسي مسعود، بسكرة، برج بوعريريج، تلمسان، تيزي وزو وجيجل• وتندرج عملية تهيئة هذه المفارغ في إطار تطبيق المخطط الوطني لتسيير النفايات، الرامي إلى إرساء تنمية مستدامة من خلال التقليص من أخطار التلوث البيئي وحماية الصحة العمومية، سيما وأن المفارغ المكتظة أصبحت تهدد صحة السكان، كما هو الشأن بالنسبة لسكان المنطقة المجاورة لمفرغة واد السمار التي أصيب العديد منهم بأمراض تنفسية خطيرة، رغم ذلك تردد السلطات المسؤولة عن تسيير هذه المفارغ وعودا بتسويتها•