قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أخيرا، فتح جامعات خاصة بمجرد صدور دفتر الشروط المتعلق بالملف في الجريدة الرسمية، كما أعلن عنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي "رشيد حراوبية" في حصة "تحولات" الإذاعية• وجاء هذا الاعلان في الاتجاه المعاكس للموقف الذي ظلت الوزارة تتمسك به وهو رفض المقترح بداعي أن الجامعة ستواصل على نفس المنهاج حتى لا تغير المسار التعليمي الجامعي الذي خلفه الرئيس الراحل "هواري بومدين"، لكن فتحها ملف إنشاء جامعات خاصة، حسب المتتبعين لشؤون الجامعة الجزائرية، سيكون له تأثير مباشر على ما أثير مؤخرا حول موضوع خوصصة قطاع الخدمات الجامعية، الذي بدأت أفكاره تتجسد على أرض الواقع، رغم أن الوزير أكد بنفسه أنه تلقى تعليمة من رئيس الجمهورية بعدم الخوض في هذه المسألة• ويظهر جليا أن فكرة إنشاء جامعات خاصة بالجزائر سيثير إشكالية كبيرة في الوسط الجامعي، خاصة وأن المنظمات الطلابية أعلنت أكثر من مرة على هذا المقترح الذي قالوا في شأنه أنه يعد الانطلاقة الحاسمة لخوصصة قطاع الخدمات الجامعية الذي تحمس له الكثير من إطارات وزارة التربية بالنظر إلى ما عرفته مختلف الاقامات الجامعية مؤخرا من انزلاقات خطيرة بسبب ما آلت إليه المطاعم الجامعية من تدهور كبير، رغم أن الميزانية الكبيرة الموجهة للوزارة كل سنة تخصص للإطعام، يضاف إليه القضايا الكبيرة التي مازالت تدور في أروقة العدالة الجزائرية من اختلاسات وسرقة ورشاوى، بطلها مدراء الإقامات الجامعية، الذين لعبوا دورا سلبيا في تفقير الوجبات الغذائية الموجهة للطلبة• ورغم أن وزير التعليم العالي "رشيد حراوبية" فند الفكرة أكثر من مرة في اللقاءات التي تجمعه بمختلف المنظمات الطلابية بمن فيهم رجال الإعلام، إلا أن الواقع يكشف أن الوصاية أثبتت فشلها أمام تزايد عدد الطلبة الجدد وفتح مراكز جامعية عبر كل ولايات الوطن من وضع إستراتيجية لتسيير جميع المرافق الجامعية وفق ماهو مسطر كل سنة وأن فتح الجامعات الخاصة هي فكرة جاءت لتقليص الضغط المسجل كل سنة من الطلبة على الجامعة الجزائرية ومن ثم تكون الوزارة في موقع قوة لانتهاج سياستها الهادفة إلى خوصصة قطاع الخدمات الجامعية شيئا فشيئا•