أكد أمس رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن قطاعه على أتم الاستعداد لاستقبال الناجحين في شهادة البكالوريا لهذا العام، موضحا في سياق آخر، أن مصالحه لم تتلق لغاية الآن أي طلب اعتماد لإنشاء جامعات خاصة وأن دفتر الشروط المتعلق بذلك سينشر خلال الأيام القليلة المقبلة في الجريدة الرسمية، كما كشف الوزير أن الأرقام التي بحوزته تؤكد أن بأن هجرة الأساتذة تراجعت خلال الخمس سنوات الأخيرة. وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي كان يتحدث في حصة "تحولات" بالقناة الإذاعية الأولى، أورد أن وزارته ستستلم للموسم الجامعي 2008، 2009، ما يعادل 114 ألف مقعد بيداغوجي جديد و24 ألف سرير جديد و46 مكتبة و56 مطعم جامعي وهو ما سيمكن برأيه من استقبال الناجحين في شهادة البكالوريا بكل ارتياح، وعن الاكتظاظ الذي تشهده بعض الجامعات أكد المتحدث أن هذه الظاهرة بدأت تتجاوزها الجامعة الجزائرية بفضل الهياكل المنجزة خلال السنوات الأخيرة. وشدد رشيد حراوبية على أن هذه السنة ستشهد فتح مجالات عدة للطلبة مع توفير إمكانيات أكثر وسيتم إتاحة كل الفرص أمام المتحصل على شهادة البكالوريا موضحا أن العمل جاري بحزم من أجل جعل الجامعة الجزائرية في مستوى الجامعات الدولية عبر التأطير النوعي وتحديث البرامج وتمكين الأساتذة من التفرغ لإنهاء بحوثهم، وهي عملية، يقول، تتم بإشراك المحيط الجامعي بهدف جعل التكوين يتماشى مع متطلبات السوق. وفي رده على سؤال حول ما إذا تكون وزارة التعليم العالي تلقت طلبات من أجل فتح جامعات خاصة، أكد حراوبية أن لجوء الوزارة إلى هذا المسار يهدف إلى تنظيم وتأطير بشكل قانوني هذه المؤسسات الموجودة في الواقع، بحيث، يضيف، كثيرا ما يقوم بعض الشباب بطلب معادلة لشهادات تحصل عليها من مدارس ومعاهد خاصة لكنها ليس لها أي علاقة بوزارة التعليم العالي، وهو أمر دفع إلى وضع إطار قانوني واضح يُحدد معالم المبادرة الخاصة للذين يرغبون في إنشاء مؤسسات للتعليم العالي لكن شرط أن تكون البرامج والتأطير يساوي ما هو موجود في الجامعة الجزائرية إضافة إلى تقديم صاحب المبادرة الخاصة لضمان مالي يوضع تحت وصاية وزارة التعليم العالي ويتم اللجوء إليه في حالة حدوث أي طارئ ويستعمل لتعويض الطلبة واستكمال دراستهم. وشدد المتحدث على أن ذلك ليس خوصصة الجامعات الموجودة بل فتح المجال للمبادرات الخاصة موضحا أن الوزارة لم تتلق لغاية الآن أي طلب اعتماد معلنا أنه تم وضع دفتر الشروط المتعلق بهذا الملف وسينشر في الجريدة الرسمية خلال الأيام القليلة المقبلة كما تم إنشاء لجنة تتكفل بهذه المبادرات الخاصة من حيث الدراسة. وتفيد الأرقام التي أوردها الوزير أن الجزائر ستحصي 21 قطبا جامعيا خلال سنة 2009 وهي أقطاب جاءت بمبادرة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بحيث تم لغاية الآن استلام البعض منها على مستوى ولايات تلمسان، بلعباس، مستغانم، عنابة، مسيلة وسطيف، كما سيتم دعم الجامعات الأخرى بمقاعد بيداغوجية. وبخصوص تمويل البحث العلمي أكد المتحدث أن الرئيس بوتفليقة خصص 100 مليار دج لهذا الجانب قصد تمكين الباحثين من الانطلاق في البحث والإنتاج، على أن يبقى هذا التمويل مفتوحا ومستمرا وهو غير مربوط بقانون المالية بل سيكون عملي متواصل. أما بخصوص هجرة الأساتذة إلى الدول الأجنبية وما أعدته الوزارة لتمكينهم من البقاء داخل الوطن، أكد حراوبية أن الأرقام التي بحوزته تؤكد أن عدد الأساتذة الذين يُهاجرون تراجع كثيرا خلال الخمس سنوات الأخيرة معتبرا الأرقام المعلن عنها في الجرائد مبالغا فيها مشيدا في هذا السياق بالتعامل والدور الذي تقوم به نقابات القطاع مع الوزارة من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والمعرفية والتكوينية للجامعة الجزائرية.