علمت "الفجر" من مصادر موثوقة، أن اللجنة الأمنية لولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع المصالح المختصة على مستوى ولاية بومرداس، ستشرع في القريب العاجل في وضع مخطط أمني استعجالي لضمان سلامة المواطنين المارين على مستوى الطريق الوطني رقم 24 الذي ظل مغلقا لعدة سنوات، لاسيما في شطره الرابط بين منطقتي تيفزيرت التابعة لولاية تيزي وزو ودلس ببومرداس، خلال العشرية السوداء التي عاشتها المنطقتان بسبب استفحال الإرهاب بهما، مع تكرار سيناريو الاختطافات الذي مايزال يصنع يوميات المواطنين في هاتين المنطقتين اللتين تتوسطهما غابة ميزرانة، التي تعتبر من أكبر المعاقل الإرهابية بمنطقة القبائل لكثافة غطائها النباتي وشساعة رقعتها الجغرافية وتضاريسها الوعرة وتستعمل نقطة عبور بين المنطقتين. وأضافت ذات المصادر، أن قرار غلق هذا الطريق أمام حركة المرور من طرف مصالح الأمن، لاسيما في جزئه المذكور، كان لضمان سلامة السكان من خلال حمايتهم من الهجمات الإرهابية المتكررة وكذا حماية ممتلكاتهم من هذه العناصر المسلحة التي تخرج بين الحين والآخر لتموين صفوفها عبر العمليات الاستعراضية المتبوعة بحواجز مزيفة قصد سرقة أموال المواطنين. ورغم هذا الإجراء الذي رحب به بعض السكان إلا أن البعض الآخر لم يبال بمدى نجاعته وأهميته، مطالبين بالتعجيل بإعادة فتح هذا الممر أمام حركة المرور، خاصة لأصحاب وسائل النقل الذين يجدون منذ عدة سنوات مشاكل كبيرة تتمثل في قطعهم مسافات طويلة بين تيفزيرت ودلس تستغرق أكثر من ساعة ونصف، في الوقت الذي لا تتجاوز المدة الزمنية على مستوى الطريق المذكور بضع دقائق فقط وهو ما ذهب الى تأكيده رئيس بلدية تيفزيرت خلال المصادقة على الميزانية الأولية لسنة 2008 من طرف المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، الذي خص الوضع الأمني الذي تعيشه منطقة القبائل في يوم دراسي حضره العديد من المختصين في المجال الأمني إلى جانب السلطات المحلية، حيث خرج ببيان تحصلت "الفجر" على نسخة منه، يلزم إشراك المجتمع المدني في الحالات الإستعجالية وكذا ضرورة عودة رجال الدرك إلى الميدان على مستوى جميع بلديات الولاية وكذا العمل على إقناع المستثمرين بعودتهم إلى الولاية لتجسيد مشاريعهم التنموية، مع ضرورة تدخل الخبراء في المجال الأمني وكذا السلطات العليا المدعوة إلى إيجاد مخرج للأزمة الأمنية التي ماتزال تعيشها منطقة القبائل منذ عشرية كاملة، خاصة إذا علمنا أن العديد من العائلات بالمرتفعات النائية بتيزي وزو تمنع أطفالها الصغار من الخروج عند المساء خوفا من الاختطافات، كما أن الجديد الذي خرج به هذا اليوم الدراسي هو إلزام المسؤولين المحليين بإعداد خريطة عامة للواقع الأمني في غضون 2012، على أن تكون الانطلاقة من تيزي وزو.