كما هو الحال بسيدي داود وكاب جنات، وصولا الى الحدود الشرقية لاولاد عيسى، حيث اعتمدت ذات المصالح على القصف الجوي كإجراء وقائي لتفادي الكمائن التي قد تلاحق صفوفها من طرف الجماعات الإرهابية التي ماتزال تنشط بالمنطقة. وقالت مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل ل "الفجر" إنه تم تجنيد ما لا يقل عن 2400 عسكري مدرب جاؤوا من مختلف ولايات الوطن لملاحقة فلول الجماعات المسلحة، التي ماتزال تقدم عملياتها الاستعراضية مستهدفة مؤسسات الدولة وأبناء الشعب العزل بمن فيهم المدنيين، مثلما حدث مؤخرا في يسر والبويرة الذي استهدف فندقا والقطاع العسكري بوسط المدينة، وهي العمليات التي تحركت من أجلها قوات الجيش الوطني الشعبي التي فرضت وجودها الى غاية أمس الجمعة من خلال تطويق العديد من الممرات الرئيسية الرابطة بين الولايات الثلاث: تيزي وز، البويرة وبومرداس والتي تبين أنها تعتبر القاعدة الخلفية للجماعات الارهابية، ما يحتم تعزيز ذات المصالح، ليس فقط من حيث العدد وإنما من جانب العُدة أيضا، بهدف التوغل داخل هذه المعاقل الوعرة، خاصة وأن البعض منها يعود الى الفترة الاستعمارية لاسيما بولاية تيزي وزو، التي أصبحت محاصرة من مختلف الجوانب من حيث عمليات التفتيش ونصب الحواجز الأمنية الى جانب الخيم المدرعة على حواف الطرق الوطنية وحتى على مستوى الطرق الولائية المؤدية خصوصا الى التجمعات السكانية الكبرى وهي العملية التي انطلقت بحر الاسبوع الفارط على مستوى الغابات الداخلية، كآيت خلفون ببني دوالة التي قضي فيها مؤخرا على 12 إرهابيا تم تحديد هوية 6 منهم، في حين ماتزال البقية بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى "محمد النذير" بتيزي وزو، وهو ما أثار غيض أتباع دروكدال، الذي أراد فك الحصار المفروض عليهم باعتماده على العمليات الانتحارية التي استهدفت المدنيين، الى جانب توسيع رقعة هذه العمليات العسكرية لتمس حتى المناطق الحدودية لولاية البويرة كتيزي غنيف وذراع الميزان، وصولا الى بومغني ومعاتقة وكذا إعكوران، الواقعة على الطريق الوطني رقم 12 باتجاه ولاية بجاية، التي قالت عنها مصادرنا أنها ستعرف بدورها تطويقا أمنيا خلال الايام القليلة المقبلة خوفا من هروب إرهابيين آخرين إليها بعد فرارهم من أدغال تيزي وزو، التي لم تسلم معظم غاباتها نهاية الاسبوع من قصف جوي مكثف انطلق من المناطق الداخلية ليصل الى الحدود الشرقية لبومرداس باستعمال مروحيات حربية من نوع "هيليكوبتر" الى جانب قصف مكثف للدبابات التي فرضت توغلها داخل معاقل هذه المناطق ولم تستبعد مصادرنا في هذا الإطار عن وجود إصابات في صفوف الجماعات الإرهابية لهول العملية التي ماتزال متواصلة، في انتظار إرغام هؤلاء على الخروج والاستسلام بعد محاصرتهم من كل جهة. يحدث هذا في الوقت الذي أفاد فيه شهود عيان وجود تحركات مشبوهة لما يزيد على 10 إرهابيين يتنقلون بكل حرية وعلانية أمام مرأى السكان بمنطقة تشتيوين وبحوزتهم أسلحة رشاشة من نوع "كلاشينكوف" وبنادق صيد إلى جانب هواتف نقالة والذين يلتحقون بعده بأدغال سيدي علي بوناب الممتدة الى غاية ولاية بومرداس، التي يتمركز فيها أنصار "كتيبة النور" الناشطة في المنطقة الثانية، وصولا الى الجزائر العاصمة. كما علمت "الفجر" من مصادر موثوقة أن مصالح الأمن المشتركة شرعت منذ الاعتداءين الارهابيين الاخيرين في إعداد مخطط استعجالي من خلال تكثيفها للحواجز الأمنية الثابتة، مع تشديد الرقابة على السيارات لاسيما تلك المرقمة بولايات أخرى، مع تنصيب عناصر أمن إضافية على طول الطريق الوطني رقم 12 خاصة في شطره الرابط بين بومرداس وتيزي وزو على مستوى بلدية يسر، حيث تعرف حافلات نقل المسافرين والمركبات القادمة الى تيزي وزو تفتيشا دقيقا وهذا بعد المعلومات التي أدلى بها الارهابي الذي تم توقيفه مؤخرا بمنطقة إعكوران عن وجود مخطط إرهابي جديد من شأنه أن يستهدف منشآت أمنية أخرى وبعض الهياكل العمومية القاعدية. هذا وكان ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" قد أعلن أول أمس مسؤوليته عن التفجيرات الاخيرة التي وقعت في كل من زموري البحري ويسر بولاية بومرداس والبويرة، الذي خلف حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وجاء هذا التبني في تسجيل صوتي نسب الى المدعو محمد أبو صلاح على أساس أنه المكلف باللجنة الاعلامية ومسؤول في جناح "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي"، الذي اعتبر ما قام به أتباع دروكدال بمثابة ثأر لمقتل 12 من عناصره من طرف الجيش ببني دوالة. كما وجه صاحب التسجيل الصوتي ثلاث رسائل للسلطات الجزائرية والصحافة الى جانب جمع المسلمين عبر العالم، مطلعا إياها عن استعداد أتباع التظيم في الانتقام كلما تعرض أتباعهم الى عملية تصفية من طرف قوات الأمن.