أشار الدكتور فؤاد أسعد عطية، الخبير في علوم الاتصالات الإنسانية والنفس البشرية وسيكولوجية اللغات، في محاضرة نشطها أول أمس بالمكتبة الوطنية إلى أن علم "الغرافولوجي" أو علم تحليل الشخصية عن طريق الخط والتوقيع، يعتبر من بين أكثر العلوم التي تلقى اهتماما كبيرا في الدول الأجنبية لإدراكهم دوره في تحديد شخصية الفرد والتنبؤ بتصرفاته التي يمكن تعديلها بالاستعانة بهذا العلم، عكس الدول العربية التي لا تعير اهتماما للعلوم الإنسانية بشكل عام ومن بينها علم "الغرافولوجي"• ويضيف عطية أن الراغبين في التخصص في هذا المجال يواجهون صعوبات كبيرة سواء في المراجع أو في إيجاد مشرفين على دراساتهم التي "تعد على الأصابع"• وقال المحاضر إن اهتمامه بهذا العلم كان عن طريق الصدفة حيث أنه كان ضمن بعثة تضم سبعة مختصين تبحث لإيجاد دواء لمرض تصلب الشرايين، وهو المشروع الذي كان ممولا من طرف الكونغرس الأمريكي، وذلك في بداية السبعينيات• وصادف حضوره لمؤتمر تحت عنوان "العالم سنة 2000" لاهتمامهم بالاتصالات الإنسانية بعد وصولهم إلى تفكيك الذرة التي راهنوا عليها لتحديد مستقبل البشرية• وهو ما دفعني، يضيف الدكتور، للاهتمام بالعلوم الإنسانية والتخصص في علم "الغرافولوجي" رغم أنه لم يكن معروفا آنذاك، رغم الصعوبات التي واجهتها في البداية بعد التخلي عن البعثة• وأوضح المتحدث في تعريفه لعلم الغرافولوجي أنه علم يرتكز على المراكز العصبية الموجودة في الكف والتي تمثل الجسم ككل، مضيفا أن أدق تفاصيل المخ تنتقل إلى اليد أي أن الإنسان يقوم بترجمة ما يوجد في المخ على الورق وبالتالي نتمكن من تحليل شخصية الفرد من خلال طريقة رسم الحروف، وهو العلم الشبيه بعلم تتبع الآثار على الرمل المعروف منذ القدم عند العرب• وأشار الدكتور إلى أن الاهتمام بهذه العلوم معروف عندنا ولكن عند فئة معينة من الأشخاص في الصحراء، لذا فقد حاول منذ البداية تطبيق قواعد علم الغرافولوجي على الخط العربي والاحتفاظ بنفس التسمية للبقاء على اتصال بكل ما هو جديد فيما يخص هذا العلم رغم وجود ندرة في المراجع الخاصة به باللغة العربية والخاصة بدراسة الخط العربي• وتطرق الدكتور لموضوع أثار ضجة كبيرة في الوطن العربي وهو تعليم الأطفال في سن مبكرة، وذلك ما يعتبره جريمة كبرى في حق الأطفال لأن الجهاز العضلي عند الطفل لا يكون جاهزا للإمساك بالقلم وبالتالي فالأولياء يضغطون على أولادهم لتعلم مبادئ الكتابة، إضافة إلى ارتباط الكتابة بفكرة العقاب التي يتبعها بعض المعلمين وهي من بين الأسباب التي تدفع الطفل إلى النفور من الدراسة، وهو الأمر الذي قال إنه لا يقبل في الدول الأجنبية مثل فرنسا وألمانيا، حيث يمنع استخدام الطفل للقلم قبل سن السابعة حيث يكون جهاز التوازن عند الطفل قد اكتمل نموه• أما الدكتور أمين الزاوي، مدير المكتبة الوطنية، فقد نوه بالمكانة العلمية التي يحتلها الدكتور فؤاد عطية بصفته أستاذا محاضرا في مختلف الدول الأجنبية، حيث أنه عضو بارز في جملة من المنظمات الدولية وخبير لدى مجموعة من الهيئات، وبالتالي - يضيف الزاوي - فإن الدكتور فؤاد عطية وجه عربي يمثل الثقافة العربية في المجالات التي تمس العلوم الجديدة التي لا يزال الفتح فيها جديدا• تجدر الإشارة إلى أن تنظيم هذه المحاضرة كان بالتعاون مع مركز "البيان" للتنمية البشرية والاستشارات والذي يستضيف الدكتور فؤاد اسعد عطية ابتداء من 20 إلى 24 جويلية الجاري في إطار برنامج تدريبي خاص بالغرافولوجي والغرافوثيرابي•