يعرف الصالون الدولي للكتاب في دورته الثانية عشرة إقبالا مكثفا رغم سوء الأحوال الجوية، وقد تميز المعرض بالإقبال على الكتاب العلمي الذي أصبح ينافس الكتاب الديني· وأكدّ بعض زائري المعرض ممن التقتهم المساء أن أسعار الكتب مرتفعة وتكاد تكون باهظة لذلك لم يستطيعوا اقتناءها رغم حاجتهم لها إذ لم تقدم الكثير من دور النشر سواء الوطنية منها أو الأجنبية على أية تخفيضات تذكر· كما تميز معرض هذه السنة برواج الكتاب الأكاديمي الذي أصبح يزاحم على ما يبدو من الإقبال عليه الكتاب الديني· ومن الأجنحة التي قدمت الكتب العلمية وعرفت إقبالا واسعا جناح مكتبة الآداب المصرية عن مؤسسة عالم الكتب والتي يديرها السيد أشرف يوسف الذي أكد لالمساء أن الدار تعمل منذ تأسيسها سنة 1959 على نشر الكتب المتخصصة في شتى العلوم كاللغة، الإعلام، التربية، وعلم النفس وغيرها وتوزع إنتاجها من المحيط الى الخليج، كما لديها مكتبات بالجزائر يديرها بعض الوكلاء ويرى السيد أشرف ان السوق الجزائرية سوق ممتازة خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الجامعات الجزائرية التي يتميز التعاون معها بالإيجاب، فهي تستورد من المؤسسة الكثير من الكتب، لذلك يحرص الزوار خاصة الطلبة على زيارة الجناح للوقوف عند آخر الإصدارات، كما تنوي المؤسسة قريبا التعاون مع دور نشر أجنبية (أوربية وأمريكية) وذلك لترجمة الكتب العلمية وكتب الأطفال الى اللغة العربية· أما دار بهاء الدين للنشر والإشهار التي يقع مقرها بولاية قسنطينة فتتميز بتجربة رائدة في مجال النشر المشترك مع دار عالم الكتب الحديثة الأردنية، وحسب ممثلها السيد بحري عبد الحكيم فإن المؤسسة مختصة في الكتب الأكاديمية الجامعية وتنتهج الطبع المشترك مع المؤسسة الأردنية، بمعنى أنها تطبع لمؤلفين أردنيين بالجزائر وتطبع المؤسسة الأردنية بطلب من دار بهاء الدين لمؤلفين جزائريين أما التسويق فيكون مشتركا، وعن قريب سيكون لدار بهاء الدين نشر مشترك مع الدور اللبنانية· ومن التخصصات التي تهتم بها الدار، العلوم الإنسانية من الآداب وعلم النفس، والتربية، علم الاجتماع، القانون وعلم المكتبات وغيرها· وقد شاركت الدار في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية بكتابين هما المسرح في الجزائر للدكتور صالح لمباركية وكتاب شعراء الجزائر في العصر الحاضر للدكتور عبد الله حمادي· وتبقى المكتبة الوطنية الجزائرية ومختلف المكتبات الجامعية، ودور الثقافة الشركاء الفعليين للدار، ولأن الدار مختصة في الكتب العلمية، فإنها تتبع سياسة البحث عن الجديد، رغم أنه مكلف إذ يتراوح ثمنه بين 10 و20 دولارا لذلك تقترح الدار في هذا المعرض آخر الإنتاجات العلمية بما فيها إنتاجها لسنة 2008 أي قبل أن تعرضه في معرض القاهرة المقبل· وتوافد الجمهور أيضا على جناح مركز الراشد للتنمية البشرية الذي يقع مقره بالكويت والذي يمثله في المعرض السيد توكة سامي· وتقدم الدار مجموعة من أشرطة السي· دي وكتب خاصة بالتنمية البشرية خاصة في المجال الإداري والتسويق· وأكد السيد سامي أن الجمهور يكتفي في الأيام الأولى من المعرض بالسؤال وأخذ فكرة عمّا يعرض، ثم ينطلق في عملية الشراء في الأيام الأخيرة من المعرض، علما أنه يرى أن الأسعار التي تقدّمها مؤسسته معقولة فهي تتراوح بين 150 و700 دج وبتخفيضات مقدرة ب20 بالمائة· للإشارة، فإن التنمية البشرية علم جديد وبالتالي تستغل الشركة المعرض للتعريف به أكثر للجمهور كما سبق لهذه الشركة التي لها فرع بالجزائر إقامة عدة دورات تدريبية وورشات واستشارات وأمسيات بالجزائر شارك فيها أبرز المفكرين منهم الفقي، يوسف البدر، فؤاد عطية، ديبونو (مفكر البيت الأبيض) وغيرهم· على العموم، تبقى الكتب العلمية والأكاديمية وجهة الجمهور خاصة تلك المفقودة في السوق الوطنية، إلا أن الكثيرين أكدوا أنهم ينتظرون الأيام الأخيرة للمعرض كي يشتروها أملا في التخفيض، بينما سارع آخرون الى شرائها خوفا من نفادها· أما فيما يتعلق بالكتب العلمية الموجهة للأطفال وتلاميذ المدارس فتميزت بارتفاع أسعارها، علما أن أخفض ثمن لها لا يقل عن 200 دج وسُجل إقبال واسع على دور نشر الأطفال السورية واللبنانية. *