اعتبر الدكتور فؤاد اسعد عطية في محاضرة نشطها أول أمس في المكتبة الوطنية تحت عنوان "النسيان آفة العصر " أن النسيان ليس آفة بقدر ما هو نتيجة لما يحدث للفرد بسبب الظروف المحيطة به والضغوط التي يتعرض لها يوميا في العمل والبيت• منتقدا في الوقت نفسه المنهج المتبع في المنظومة التربوية في البلدان العربية والتي تعتمد بشكل كلي على حفظ وتخزين المعلومات بالنسبة للطلبة حتى في تخصص الهندسة والطب وتقييمهم على أساس مدى قدرتهم على استرجاع هذه المعلومات، وهنا يجد الطالب نفسه - يضيف الدكتور - عاجزا عن التذكر ويحدث في ذلك غياب لكل المعلومات التي سبق له تخزينها على مستوى المخ وذلك نتيجة التوتر والقلق• وهو نفس الأمر بالنسبة للأطفال الذين يتم تعويدهم من الصغر على تخزين المعلومات وبالتالي يصبحون غير قادرين على المبادرة واكتساب مهارات جديدة، إضافة إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة التي يكون فيها الطفل مستقبلا فقط للمعلومات• وأضاف المحاضر ان للمخ قدرة كبيرة في تخزين المعلومات بطريقة تراكمية وإذا لم يتم تنشيط المخ ودفعه للعمل بعيدا عن التخزين الآلي للمعلومات يشرع العقل في التراجع عن أداء وظيفته، مستعينا في ذلك على حالة المتقاعدين الذين يبدؤون في المعاناة من أمراض الشيخوخة منها مرض الزهايمر الذي يعتبر من بين أسبابه توقف العقل عن العمل بعد التقاعد• كما أوضح أن لكل خلايا الجسم عمر افتراضي تتفاوت حسب الاعضاء، أما خلايا المخ فتبقى تعمل قرابة ثلاثمائة سنة وبالتالي فالنسيان ليس متعلقا بالسن بقدر ما هو مرتبط بتوقيف العقل على العمل المستمر على تنشيط المخ، كما يحدث في الدول الأجنبية التي تقوم بإشراك الأفراد في النشاطات المختلفة لإدراكهم أن العقل يجب ان يعمل بشكل مستمر دون اللجوء إلى مجرد تخزين المعلومات• كما تطرق المتحدث إلى أهمية عامل التغذية بالنسبة للمخ وهو الجانب الذي يهمله معظم الأفراد مع تسارع وتيرة الحياة وظروف العمل، لذا نوه إلى ضرورة الاهتمام بهذا الجانب بالمحافظة على التغذية السليمة لتوفير الأكسجين للمخ ومادة السكرية، إضافة إلى الاهتمام بالنشاط الرياضي وهي العوامل التي تساعد على تنشيط المخ• جدير بالذكر إن الدكتور فؤاد اسعد عطية متحصل على شهادة الدكتوراه في علوم الاتصالات الإنسانية والنفس البشرية اللغوية، وهو حاليا خبير ومستشار التدريب في علوم ومجالات الاتصالات الإنسانية وغير اللفظية وتطبيقاتها في مجال الإدارة والتدريب والتعليم بالإضافة إلى تنمية القوى البشرية وتقييمها واختيارها في الوليات المتحدة وألمانيا•