ويبقى المنبع الوحيد الذي يشفى غليل هؤلاء وهم في عز الصيف الحارق الذي تفوق فيه درجة الحرارة هذه الأيام ال 40 درجة ذاك المنبع المطل على بعد كيلومترات والمتمثل في منبع تالة الأربعاء الذي أصبح غير قادر على الإستجابة لهذا العدد الكبير من المواطنين للتوافد الكبير الذي يشهده حتى من القاطنين بالمناطق المجاورة الذين يلاحقهم أيضا هاجس غياب الماء الشروب وكان العديد من السكان القاطنين لاسيما بمناطق النائية لماكودة قدأكدو للفجر أن الأمر اليوم هو خطير بالنظر إلى الوضعية التي آل إليها هذا المنبع الوحيد الذي أصبحت تجف مياهه شيئا فشيئا وكذا لجوء عائلات أخرى إلى اقتناء صهاريج من المياه أغلبها تبين أنها لاتصلح للشرب ما يشكل من جهة أخرى خطرا حقيقا على صحتهم ما قد يسبب في حالات طوارئ بمجرد ظهور أعراض من التيفويد أو أمراض متنقلة أخرى وكان ممثلوا قرى بلدية ماكودة قد حاولوا إيصال إنشغالاتهم الى المسؤولين المحليين بما فيه رئيس البلدية والدائرة قصد دعوتهم للتدخل العاجل والوقوف بقرب عن النقائص التي تلاحقهم في هذا الفصل الحار لكن نداءاتهم باءت بالفشل رغم محاولاتهم المتكررة وبعد أن ضاقت في نفوس هؤلاء السبل فضلوا تفريغ ما بجعبتهم ووجهتهم هذه المرة الصحافة وكانت الفجر من بين هذه العناوين المختارة أين استقبلنا العديد من أبناء مختلف القرى النائية ببلدية تادمايت بإنشغالاتهم وهم يطالبون الجهات الوصية بالتدخل العاجل، ولإمتصاص غضب هؤلاء السكان، وعدوا بإيجاد مخرج في المستقبل القريب يتمثل في تمديد شبكات التموين انطلاقا من سد تاقسبت الذي يمول 400 ألف نسمة، منذ الخامس من سنة2007، على مستوى 16 بلدية بالجهة الشرقية لتيزي وزو من مجموع 320 قرية مستها العملية و12 بلدية أخرى على مستوى ولاية بومرداس، منها الثنية، برج منايل، يسر، زموري، عمال، وبني عمران، وكذا تزويد حتى بعض المناطق بالجزائر العاصمة هذا في الوقت الذي ما تزال مناطق بين قوسين أو أدنى بعاصمة جرجرة تنتظر هذا المورد الحيوي الهام منذ سنوات، خاصة وأن المسافة التي تربط هذه المناطق بسد تاقسبت الذي يتسع لأزيد من 175 مليون متر مكعب سوى بضعة كيلومترات، متسائلين أين هو الخلل في كل هذا، ولمن تحق الأسبقية وهو المشكل الذي طرحه في سياق متصل العديد من القاطنين بالجهة الساحلية لمنطقة تيقزيرت، التي ما تزال بعض مناطقها محرومة بالماء الشروب وهي تطل على ضفة المتوسط كما يتكرر المشهد نفسه بمناطق ذراع الميزان على بعد 45 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو، و تيزي غنيف، ب 55 كلم أين يلفت انتباهك ذاك المشهد المؤسف صنعه أطفال صغار وهم يحملون قاروات من مختلف الأحجام بحثا عن الماء الشروب الذي يصعب العثور عليه في هذه المنطقة التي تنعدم فيها الينابيع الطبيعة، التي أتت عليها العوامل الطبيعة بعد أن زالت آثارها من الخريطة الجغرافية، ويعلق السكان في هذا الإطار آمالا كبيرة على سد "كديت اسردون" بولاية البويرة، الذي يعد الثاني على المستوى الوطني والذي ينتظر أن يقوم بتموين عدد معتبرا من البلديات بالجهة الجنوبية لتيزي وزو، لكن العمل عرف تأخرا في التجسيد وهو ما يضع لوقت إضافي حياة هؤلاء القاطنين بين مطرقة رحلة البحث عن الماء الشروب وسندان غياب وسائل النقل والموارد المائية بالمنطقة، ولا نطوي ملف انشغالات هؤلاء المواطنين دون أن نتطرق إلى الوضعية المماثلة التي ما يزال يعيشها سكان منطقة مكيرة، الواقعة على بعد 63 كلم عن تيزي وزو، أين تجد أطفال ما تزال البراءة على وجوههم لكن الظروف الاجتماعية القاهرة حرمتهم حتى من العطلة الصيفية، فهم يهرعون منذ الساعات الأولى من كل يوم حسب ما صرح به ل "الفجر" العديد من أولياء التلاميذ مؤكدين أنه ليس بيدهم حيلة سوى دفع أبنائهم رغما عنهم للبحث عن هذا المورد الحيوي الهام كما يستوقفك مشهد عمالة الأطفال وأعمارهم لا تتعدى ال 10 سنوات يتيهون على حواف الطرقات وآخرون يشتغلون في مختلف الأعمال الشاقة في ظل تكتم الجهات الوصية التي تقف وقفة المتفرج•