"كتامة" إذن هذا الشاطىء الذي يأخذ إسم أكبر قبيلة عمرت بمدينة جيجل عبر تاريخها المتجدر في الحضارات، يعرف إقبالا كثيرا،رغم تخصيص جزء هام منه للكراء، في إطار " عقود الإمتياز"، وهو أكبر شاطىء على المستوى الوطني، والذي يمتد على طول أزيد من ثلاثة كيلومترات، ويفضله الكثير من عشاق الكورنيش لقضاء ساعات تحت أشعة الشمس والسباحة نهارا لقضاء، ساعات من السمر، ليلا نظرا لموقعه الإستراتيجي الهام وقربه من وسط المدينة، الذي يبعد عنه ببضعة أمتار فقط، إضافة إلى قربه من مختلف المرافق الحيوية الأخرى، وكذا ميناء بوالديس والهياكل الثقافية والشبانية، التي تحتضن النشاطات الصيفية، وخلال جولة لنا في حدود الساعة منتصف الليل، سجلت حركية متواصلة لآلاف الزوار من مختلف الشرائح• اقبال كبير على شواء " لاكروفات روايال" انطلاقا من فندق "كتامة" التاريخي إلى غاية فندق" أعموري"، أين تتناثر على الواجهة عشرت الأكشاك المختصة في بيع المثلجات والمشروبات ومختلف الأطباق الشهية، والتي وزعت طاولاتها وكراسيها على رمال الشاطىء، إلى غاية ملامسة مياه البحر، وقد أبدت السيدة " أمال" التي كانت رفقة أبنائها الثلاثة، القادمة من برج بوعريريج، إرتياحها الكبير بمدينة جيجل، التي تقضي عطلتها الصيفية بها منذ 10 سنوات، وهو نفس الشعور الذي أبداه "محمد"، الذي كان رفقة عائلته من قسنطينة، وفي حديث مع صاحب كافتيريا مثلجات" الذوق الرفيع"، الذي أضفى عليها هذا الموسم لمسة مغايرة، زادت من روعة المكان " عمي أحمد موساوي"، والذي يعتبر أول من فتح محلا بهذا الحجم في العشرية السوداء، فقد أوضح بأن الشاطىء والواجهة تعرف ديناميكية سريعة من سنة لأخرى، يضيف بعدها " كنت أضطر إلى غلق محلي مباشرة بعد غروب الشمس في سنوات الجمر والدموع، أصبحت أتركها اليوم مفتوحة طيلة ساعات اليوم ليلا ونهارا، وقد تركنا عمي " أحمد" الذي يحرص كثيرا على راحة زبائنه، ومتشدد في التعامل مع عماله، والذين أغلبيتهم من أبنائه، يبحث عن طاولة شاغرة لإحدى العائلات، وتنقلت بمعية موافي " منير" إلى كشك آخر، خلق التمايز والجديد بالواجهة، والذي سيّره كل من الأخوين " محمد وحمزة سغيرات" الذي يحتل كشك موقعا استرايجيا وهاما، بحيث يعرف الكشك توافدا كبيرا للعائلات للتمتع بلذة ونكهة شواء جديدة، أستقدمه شقيقهم " خليل " المتحصل على شهادة في الطبخ والفندقة من د ولة بلكيجا، أين كان يعمل هناك، وهو طبق يتمثّل في قضبان سواء الجمبري الملكي"، أو بروشات لاكروفات روايال، والتي تعد طريقة خاصة وسرية أين تفضل المئات العائلات، اكتشاف هذا الطبق الجديد على شاطىء البحر، ويتفنّن الشواي "عزيز" في هي لاكروفات"، بطريقة تكون في الأخير، تشبه اللون الأحمر الآجوري الذهبي، وبمساعدة كل من آدم بلال وحمزة، داخل وخارج الكشك، كما يقدم أيضا الشاب " محمد" الطموح مثلجات من صنعه الخاص• فارس الميلي يصنع المحاجب على الكورنيش الجيجلي وبمقابل نزل "كتامة" نجد كشك " عروس البحر" الشاب أيضا طموح يسمى "بوالقرينات التوفيق" وشريكه "حكيم"، وقد اكتظت الطاولات المتناثرة على رمال الشاطىء بالبحر، والبعض الآخر يفضل الجلوس على زربية مباشرة على الرمل، من أجل تناول دجاجة مشوية على الجمر، وهي أيضا تقنية جديدة تدخل المنطقة في الأيام الأخيرة • وأشار "التوفيق"، بأن الإقبال كبير جدا على الدجاج المشوي، على مسافة 4 أربعة أمتار من البحر في حدود العاشرة ليلا• وبجانب محل عروس البحر" نجد صانع المحاجب" فارس وصديقه رضوان واللذان عادا للمرة الثانية من ولاية ميلة للعمل في عاصمة الكورنيش، بعد المردود العادي الذي تحصل عليه الموسم الماضي، ونظرا لتراجع تجارته في هذا الفصل بميلة، وجدنا صديقه"رضوان" في غبطة وسرور، سيما وأنه تجاوز عقدة حكايته مع الملح، وبجانبه يتهافت الزوار على " مروان" صاحب مثلجات راقية، ومقابله نجد الشاب " بلال" من الطاهير الذي يعرض آخر إيداعات أنامله في الصناعات التقليدية، إلا أن المسجل بالواجهة البحرية هو احتلال باعة الأشياء الخفيفة والخاصة بالصيف، نسبة كبيرة من الرصيف المخصص لتجوال المصطافين، مما يخلق قي الكثير من المرات اكتظاظا وزحم وفوضى، والملاحظ أيضا بالكازينو، أنه ملتقى لكل الأزواج الشباب، كما أن أغلب مواكب الزفاف تتوقف به، انطلاقا من الفترة المسائية، أين تجد العرسان ببدلاتهم الرسمية ينتظرون على شرفات الطرقات كل في موكبه، لرش كل العائلات بمختلف العطور، وتبقى الحركة متواصلة والكازينو لا ينام طيلة فصل الصيف•