يعاني سكان الجهة الشرقية للعاصمة من صعوبات في التزود بالماء الشروب منذ أربعة أيام، حيث لا يصل حنفياتهم إلا لساعة واحدة وبكميات قليلة جدا، مما حال دون إشباع حاجياتهم الأساسية من هذه المادة الحيوية. ولم تكشف وزارة الموارد المائية عن السبب الحقيقي لهذا الاضطراب رغم اتصالنا بها، خاصة وأنها التزمت بتزويد سكان العاصمة بالمياه دون انقطاع منذ تدشين محطة "الحامة" لتحليه مياه البحر. وبدأت هذه الصعوبات منذ يوم الخميس الماضي، حيث لا تزيد مدة الاستفادة من الماء على ساعة واحدة فقط ، وبوتيرة جد ضعيفة جعلت السكان يواجهون الجفاف في فصل الصيف. فبلدية جسر قسنطينة مثلا، لم يستفد سكانها من الكميات اللازمة للماء الشروب منذ أربعة أيام كاملة، بدليل تزويدهم بالماء لمدة ساعة عند منتصف الليل وبشدة تدفق ضعيفة جدا، ما يحول دون إشباع حاجياتهم الأساسية. ونفس المشكل يعاني منه سكان بلدية محمد بلوزداد، الذين لم يهتدوا إلى طريقة لمواجهة هذه الندرة في المياه وهم على بعد أمتار فقط من محطة الحامة لتحلية مياه البحر، كما أن الوضعية تزداد تعقيدا بالنسبة لسكان الطوابق العليا، إذ لا تصل إلى حنفياتهم إلا بضع قطرات فقط من المياه وفي ساعات جد متأخرة من الليل، كما هو الشأن بالنسبة لسكان حي الرويسو. بلديات باش جراح، الحراش، المقرية وحسين داي دخل سكانها في مواجهة مع الجفاف، الذي لم يكن متوقعا، خاصة وأنهم تعودوا على وتيرة توزيع المياه 24 ساعة على 24 ، منذ دخول محطة الحامة لتحلية المياه في النشاط، بعدما قامت بسد حاجيات سكان العاصمة، بفضل طاقتها المقدرة ب 220 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما يعادل ثلث احتياجات العاصمة من المياه المقدرة ب 650 ألف متر مكعب يوميا. ورغم اتصالنا بوزارة الموارد المائية لمعرفة تفاصيل أكثر عن سبب هذا الاضطراب في التزود بالمياه الشروب، إلا أننا لم نتلق إجابة واضحة عن هذا المشكل. هذا، فيما أفادت شركة المياه والتطهير للجزائر العاصمة "سيال" أن سبب الانقطاع في التزويد بالماء الشروب في بعض بلديات شرق العاصمة راجع للانطلاق في أشغال إصلاح قناة توزيع المياه الرئيسية المتواجدة ببلدية باش جراح انطلاقا من نهار أمس، وهذا رغم أن مدة الانقطاع والتذبذب في توزيع المياه تزيد على أربعة أيام كاملة. ويذكر في هذا الصدد أنه من بين المشاكل الجوهرية للتزود بالمياه الصالحة للشرب بالعاصمة، التي تسجل بها النسبة الأكبر على المستوى الوطني، إذ تقدر ب 40 بالمائة من النسبة الإجمالية للمياه الصالحة للشرب، وهذا راجع إلى تضرر شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب، وعدم صيانتها بطريقة دورية، خاصة وأنها موكلة للبلديات التي لا تأخذ عملية تجديدها مأخذ الجد، حيث لا تمس عمليات الصيانة والتجديد عادة إلا القنوات الكبيرة، أي تلك التي تزود عدة بلديات وهذا حتى وإن كانت القنوات المتضررة الموزعة على المستوى المحلي تساهم بدرجة كبيرة في رفع منسوب المياه المسربة، ومواجهة مشكل الجفاف الذي تواجهه الجزائر بسبب تذبذب معدلات التساقط خلال السنوات الأخيرة.