وأضافت الدراسة أن الدول التي تأتي في نفس الترتيب مع الجزائر فيما يخص عدم التخطيط لاقتصاد غير نفطي، هي السعودية والكويت وإيران، حيث لم تفكر في تخطي العجز، ولم تتخذ خطوة بهذا الصدد، على عكس أندونيسيا وماليزيا والنرويج التي بلورت خططا لاقتصاد ما بعد مرحلة النفط. وتجدر الإشارة في هذا الصدد، أن الجزائر ومنذ مبادرتها إلى الإصلاحات الهيكلية وتخليها عن الاقتصاد الموجه واستبداله بالاقتصاد الحر وفتحها الباب للاستثمار الخاص، لم تستطع تحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة في خلق اقتصاد ورفع مردود الخزينة العمومية من إيراداته، والدليل على ذلك أن الصادرات الجزائرية خارج المحروقات بقيت تراوح واحد مليار دولار فقط. وورد في التقرير أن الاعتماد على العائدات النفطية مشكلة سياسية، موضحا أن الدول النفطية في أغلبها في حاجة إلى إصلاحات سياسية، وفي غمرة ارتفاع أسعار الخام نسيت الدول خطورة الاعتماد على صادرات النفط فقط. وأشار التقرير، الذي يحمل عنوان "إنهاء الاتكال .. خيارات صعبة أمام الدول المصدرة للنفط " إلى الخيارات المطروحة أمام الدول النفطية ال 12 عندما ينضب النفط والغاز لديها، مؤكدا أن معظمها لم يخطط لهذا اليوم الصعب. ومن جانبه، قال جون ميتشل، باحث في المعهد، إن النرويج حاولت منذ البداية أن تحافظ على اقتصادها غير النفطي وحرصت على استمرار النشاط في سائر القطاعات الاقتصادية، كما استثمرت أموالا هائلة في صناديق متعددة خارج قطاع النفط. أما ماليزيا فركزت دائما بوصفها دولة نامية على تطوير المعرفة والتكنولوجيا والصادرات الصناعية، وهو ما يسر للدولة الآسيوية تحقيق توازن إيجابي في حسابها الجاري خارج قطاع النفط، مكنها من تحصين نفسها من نضوب إنتاجها النفطي. وأشار التقرير إلى أن الجانب المالي العام يكون دائما الأصعب، لأن الاقتصاد الماليزي مازال يعتمد كثيرا علي الضرائب على النفط ومثلها أندونيسيا التي تجتهد لبلورة سياسة طاقة تؤدي إلى تقليص استهلاكها الذاتي من الخام وتنويع موارد تزودها بالطاقة، لكن الدول التسع الأخرى بما فيها الجزائر، محل البحث وبينها نيجيريا وكازاخستان وأنفولا وأذربيجان، فقد وجد أنها أقل استعدادا لمستقبل غير نفطي، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار سياسي واقتصادي بهذه المنطقة. وأوضح التقرير أن فريق البحث توصل إلى نتائج تبعث على الإحباط، لأن الدول التسع الأخرى في الدراسة ستجد أنه من الصعب عليها تحقيق النقلة اللازمة حين تتناقص صادراتها من النفط والغاز، فلا تجد البديل.