علمت "الفحر" من مصادر أمنية موثوقة أن جماعة إرهابية مشكلة من حوالي 8 عناصر استهدفت مساء أول أمس في حدود الساعة السادسة مركز مراقبة تابع لقوات الدرك الوطني المتمركز على مستوى شاطئ تسالست بمنطقة تيقزيرت، الواقعة على بعد 40 كلم عن مقر ولاية تيزي وزو. وأضافت ذات المصادر أن هذه العملية التي خلفت إصابة 3 من رجال الدرك، أحدهم في حالة خطيرة، نفذت بواسطة قنبلتين تقليديتين تم التحكم فيهما عن بعد باستعمال هاتف نقال. وقد تم نقل الجرحى إلى مستشفى "محمد النذير" وتم تحويل أحدهم إلى المستشفى العسكري في برج منايل بولاية بومرداس. وقد سمع دوي هذا الانفجار على بعد كيلومترات، ما أثار خوفا وهلعا في أوساط السكان. يحدث هذا في الوقت الذي تمكنت فيه مصالح الأمن غير بعيد عن المكان الأول من تفكيك قنبلتين على مستوى الطريق الوطني رقم 72 وبالضبط على مستوى المكان المسمى "حقة" بعد أن وضعها إرهابيون تحت الأرض، كانت تريد من خلالها استهداف قوافل الجيش الوطني والدرك المتمركزة بمرتفعات تيقزيرت وحتي المصطافين المتوافدين بكثرة إلى الشريط الساحلي لولاية تيزي وزو لاسيما شاطىء تسالست. وقالت مصادرنا أن تفكيك هذه القنابل كان بفضل المواطنين الذين تفطنوا لهذه العملية بعد أن قاموا بإخبار مصالح أمن دائرة تيقزيرت التي تنقلت على جناح السرعة إلى عين المكان مدعمة بفرق مختصة في تفكيك الألغام، علما أن القنبلتين تم تفكيكهما في وقت منفصل دون أن تحدثا كارثة بشرية أو مادية. وقالت مصادرنا أن المكان المسمى "حقة" يعتبر من المناطق الخطيرة كونه يضم العديد من االمعاقل التابعة ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي غيرت من اسمها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" تحت إمارة عبد المالك درودكال، كما أن هذا المكان استهدف 4 مرات منذ سنة 1998 حيث شهد مقتل 12 شخصا وجرح 11 آخرين من عناصر الشرطة. مصادر "الفجر" وفي سياق متصل أكدت أن هذه العمليات الإرهابية المتتالية كان قد سبقها حاجز مزيف من طرف جماعة إرهابية مدعمة برشاشات من نوع كلاشينكوف ليلة أول أمس على مستوى المكان المسمى "تيزا" بمخرج قرية مازار ببلدية ميزرانة الساحلية الواقعة على بعد 6 كلم عن مدينة تقزيرت. وأضافت المصادر التي أوردت الخبر أن أفراد هذه الجماعة التي يتعدى عدد أفرادها 8 عنصرا كانوا قد قاموا بتجريد أحد المواطنين من سيارته الخاصة بعد أن حاولوا احتجازه كرهينة، لكن بعد ساعتين من الزمن قاموا بإطلاق سراحه، في حين فروا على متن المركبة المسروقة التي يكون قد تم استعمالها في نقل المتفجرات إلى مكان العمليات لتلوذ هذه العناصر بالفرار إلى وجهة مجهولة لتباشر بعده قوات الأمن المشتركة في عمليات تمشيط لأدغال ميزرانة باستعمال عتاد حربي ثقيل مع تعزيز صفوفها بوحدات إضافية تمكنت من تطويق أغلب الطرق الوطنية المؤدية إلى الواجهة الساحلية لولاية تيزي وزو. يحدث هذا في الوقت الذي قام فيه المدعو "كمال الياس" بتسليم نفسه لمصالح أمن ولاية البويرة الأسبوع الفارط والذي كان ينشط شمال بلدية عمر الواقعة على بعد 22 كلم عن البويرة. هذا الإرهابي يكون قد تورط في العمليات الإرهابية التي شهدتها ولاية البويرة والذي كان ضمن جماعة طيب الذي يعد أول إرهابي تائب منذ سنة 1991، علما أن عدد القتلى على مستوى ولايات تيزي وزو وبومرداس والبويرة منذ مطلع جوان الفارط وصل إلى 17 قتيلا و71 جريحا، كما أن اعتداء تيقزيرت جاء بعد أقل من 24 ساعة من استهداف ثكنة لخفر السواحل بزموري، خلف مقتل 8 أشخاص و19 جريحا نفذها شابان في الثلاثين من العمر ب 300 كلغ من المتفجرات.