واصلت أسعار النفط الخام أمس تراجعها في أول يوم لتعاملات الأسبوع، حيث تراوحت قيمة ما فقدته الأسعار بالمقارنة مع مستوى الإغلاق يوم الجمعة في حدود دولارين فيما لايزال عدد من المراقبين يعتبرون هذا التراجع ظرفيا. فقد بيع خام بحر الشمال بلندن ب 44ر111 دولار للبرميل بينما تراجع الخام الأمريكي الخفيف "لايت سويت كرود" إلى 20ر113 وهو أدنى مستوى تبلغه الأسعار منذ أزيد من ثلاثة أشهر بسبب احتمال تراجع الطلب العالمي الناتج أساسا عن مؤشرات سلبية بخصوص النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة خلال عام 2009 . وكانت الأسعار في افتتاح التعاملات شهدت انتعاشا طفيفا مقارنة مع سعر الإغلاق المسجل مساء الجمعة بتسجيل برميل برنت 13ر114 دولار و99ر115 دولار بالنسبة للأمريكي الخفيف مدفوعة بالارتفاع المتواصل لقيمة الدولار الأمريكي مقابل الاورو. ومع ذلك، يركز عدد من المحللين على استمرار ثقل التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط المرتبطة بالملف النووي الإيراني والتهديدات الإسرائيلية والأمريكية الموجهة لطهران والتي قد تلهب تداعياتها أسعار النفط بشكل مفاجئ مجددا، ما يجعل المستوى الحالي للأسعار- حسبهم - ظرفيا، أي مرشحا للارتفاع. بينما يرى البعض الآخر أن قلة الاستثمارات في الإنتاج بالمقارنة مع الاحتياطات العالمية المتوفرة من النفط الخام هي أيضا من العوامل التي قد تبقي على احتمال عودة توجه الأسعار إلى أعلى، إلى جانب تزايد الطلب على النفط من جانب الصين. ومن جانب آخر، يبدو بحسب مراقبين للسوق أن التوتر العسكري في بحر قزوين لم تؤثر في توجهات الأسعار في السوق العالمي على الرغم من كون المنطقة تشكل أيضا معبرا استراتيجيا لنقل نفط بحر قزوين وآسيا الوسطى نحو أسواق أوروبا الغربية أساسا. إلا أنه ومع هذا الانخفاض المسجل للأسعار زادت مخاوف المتعاملين في الأسواق من وقف شحنات النفط ومشتقاته عبر موانئ في جورجيا بسبب المعارك الدائرة هناك منذ أربعة أيام، حيث توقفت منذ يومين شحنات النفط المتجهة إلى مينائي باتومي وكوليفي أو خارجة منهما بعد توقف الإمدادات من خط الأنابيب باكو - تبيليسي - جيهان.