واصلت أسعار النفط تراجعها، أمس الجمعة، آخر أيام تعاملات الأسبوع عن مستوياتها القياسية التي كانت بلغت الذروة يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع وذلك بسبب ارتفاع الدولار الذي أدى إلى استمرار الإقبال على البيع مع سعي المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم لأسواق الأسهم· ولولا المخاوف عن إمدادات النفط لا سيما من نيجيريا أكبر مصدر إفريقي لهبطت الأسعار إلى مستويات أقل· وفي التعاملات الآجلة صباح أمس الجمعة هبط سعر مزيج برنت (ب1.17 دولار) إلى 113.17 دولار للبرميل· وفي الساعة 08 و12 بتوقيت جرينتش انخفض الخام الأمريكي الخفيف (1.01ب دولار) الى 115.05 دولار للبرميل· وكان الخام الأمريكي تراجع ب 2.24 دولار للبرميل في نيويورك أول أمس الخميس· وانخفضت الأسعار بنسبة أربعة في المائة بعد ارتفاعها إلى مستوى قياسي عند 119.98 دولار للبرميل يوم الثلاثاء· وكانت أسعار النفط وصلت إلى مستويات قياسية يوم الثلاثاء إذ أن من العوامل التي ساعدت على ارتفاع النفط يوم الثلاثاء انخفاض الدولار، مما أدى إلى تراجع قيمة الأصول المالية الأمريكية ودفع صناديق الاستثمار لتحويل استثماراتها إلى النفط والسلع الأولية· لكن الدولار تحسن مقابل اليورو والين أمس الجمعة محتفظا بالمكاسب التي حققها يوم الخميس بعد صدور بيانات أظهرت تحسن سوق العمل في الولايات المتحدة· وبات من المسلّم به لدى كل المحللين والمتعاملين في الأسواق أن أسعار النفط تتحرك في تناسب عكسي مع حركة الدولار فكلما تحسن سعر صرف الدولار كلما تراجعت أسعار النفط والعكس بالعكس· وهذا ما يدعم مقاربة منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) التي ردت على الضغوط لزيادة إنتاجها بأن السوق متخمة وأن المخزونات الاحتياطية والتجارية في أعلى مستوياتها ولا داعي لزيادة الإنتاج إذا لم يكن هناك من مشتر· وكان تراجع أسعار النفط بدا واضحا أمس الخميس حيث أثارت مكاسب في الدولار الأمريكي وزيادة إنتاج الوقود من مصافي تكرير أمريكية عمليات بيع لجني الأرباح نزلت بالخام عن ذروته القياسية التي لامست ال 120 دولارا للبرميل· وتحدد سعر التسوية للخام الأمريكي أول أمس -منخفضا ب2.24 دولار- عند 116.06 دولار للبرميل بعد تراجعه في وقت سابق من المعاملات إلى 114.40 دولار· وهبط مزيج برنت في لندن ب2.12 دولار مسجلا 114.34 دولار للبرميل· ووقع النفط وسائر السلع الأولية المسعرة بالدولار تحت ضغط بعدما أظهرت بيانات تراجعا حادا في طلبات إعانة البطالة الأمريكية الأسبوع الماضي مما عزز الدولار أكثر من واحد بالمائة مقابل سلة عملات رئيسية· وكان تراجع الدولار أمس قد خفض قيمة الأصول المالية الأمريكية مما دفع المستثمرين الى تحويل السيولة تجاه السلع الأولية وهو ما ساعد على ارتفاع سعر الخام إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عندما سجل 119.90 دولار يوم الثلاثاء الماضي· كما تعرض النفط للضغط من توقعات ارتفاع إنتاج مصافي التكرير الأمريكية من الوقود قبيل موسم الرحلات الصيفية· فقد أظهرت البيانات الأسبوعية التي تنشرها الحكومة الأمريكية كل يوم أربعاء صعود معدلات تشغيل المصافي ب4.2 نقطة مئوية إلى 85.6 في المائة من الطاقة التكريرية· وتبقى أسعار النفط تستمد بعضا من قوتها من تعطيلات الإنتاج في نيجيريا التي ساهمت في كبح تراجع أسعار النفط ومن إضراب مزمع لمدة يومين في مصفاة تكرير اسكتلندية قد يؤثر على 700 ألف برميل يوميا من إمدادات خام بحر الشمال· وأكدت النقابة أن الإضراب سيبدأ في موعده المقرر يوم الأحد القادم بعد أن انهارت في ساعة متأخرة يوم الأربعاء محادثات لتسوية خلاف عمل في مصفاة "جرانجماوث" التي تبلغ طاقتها التكريرية 200 ألف برميل يوميا· وبدأت المصفاة توقفا تدريجيا ومن المقرر إغلاق محطتها الكهربائية التي تخدم أيضا مجمع لمعالجة النفط الخام قريب منها وهو تابع لشركة "بريتش بتروليوم" (بي·بي) يوم السبت·