وقد استوحينا من خلال دردشاتنا القصيرة مع مجموعة من الزبائن الذين قدموا من البليدة والعاصمة ايضا إلى عين المكان للتلذّذ بمرطبات الدواودة، بأنّ الخدمات المقدمة محليا تبقى مقبولة إلى حد كبير، الا أنّ القاسم المشترك الذي أجمع عليه عامة هؤلاء يكمن في الغلاء الفاحش للمرطبات التي لم تعد في متناول جل فئات المجتمع، الأمر الذي يحرم شرائح عديدة من تناول منتجات باردة بعين المكان ويجبرها على تحمل مشاق التنقل إلى محلات اخرى أقلّ تكلفة من الاولى من حيث طبيعة الخدمات المقدمة ونوعية المنتوجات المستهلكة، ومن هؤلاء السيدة "عائشة" التي الفت التنقل إلى شاطئ "سي الحواس" للاستجمام بمعية أبنائها الأربعة إلا أنها نادرا ما تعرّج على محلات بيع المرطبات لغلاء أسعارها وحتى في حالة زيارتها فهي تكتفي بأقساط محدودة من المثلجات لفائدة أبنائها دون الافراط منها لأسباب مرتبطة بالقدرة الشرائية المتواضعة. كما أشار زبائن آخرون ومن بينهم "احمد" الذي قدم مع أهله من مدينة بوفاريك إلى انّ معظم النادلين والقائمين على خدمة الزبائن لا يتقنون فنون الخدمة لأنهم بكل بساطة لم يستفيدوا من تربص خاص بذات المهنة، الا أنّ هذه الظاهرة تبقى قاسما مشتركا بين معظم المراكز السياحية في الجزائر من شرقها إلى غربها إلى جنوبها، بحيث لاتزال هذه الأخيرة تفتقر إلى هيئات استقبال فنية متخصصة، الأمر الذي يكون قد ساهم في تراجع عدد المصطافين المقبلين على مرطبات الدواودة هذه السنة. إلا أنّ بعضا من المستثمرين المالكين للمحلات المتراصة على حافة الطريق الوطني رقم 11، يؤكّدون بأن فتح الطريق السريع امام حركة المرور منذ عامين تقريبا دون وضع لافتة إو اشارة عمودية على مستوى ذات الطريق للإشارة إلى مدخل الدواودة البحرية، ساهم إلى حد بعيد في عدم قدوم المصطافين عقب ذلك بالأعداد المسجلة خلال سنوات خلت، ناهيك عن تراكم كم آخر من المشاكل المعترضة التي تحول دون لجوء بعض المصطافين لتذوق المرطبات كتراكم القمامات على مقربة من الموقع مثلا وإقدام مجموعات من الشباب على قبض مستحقات توقف السيارات بالحظائر الوهمية المقامة بجوار المحلات وانقطاع الكهرباء المتكرّر دون أيّ إخطار مسبق، الأمر الذي يتسبب في إلحاق خسائر فادحة بأصحاب المحلات الذين اضطر العديد منهم إلى الاستعانة بمولدات كهربائية بسيطة لا تكفي لتموين مجمل الآلات المشغلة بالكهرباء، لتبقى هذه العوائق مجتمعة عوامل ساهمت بشكل مباشر في رفع أسعار المنتوجات المسوقة بالمحلات ذاتها إلى الحد الذي لا يطيقه العديد من المترددين على الدواودة البحرية، كما أكّد بعض اصحاب المحلات ممن أثير معهم الحوار حول هذه النقطة بان مسألة الأسعار هي تحصيل حاصل ولا يمكن تشخيصها على حقيقتها لأنّه في حال خفضها وأخذ السلّم الاجتماعي بعين الاعتبار، فإنّ كلّ من هبّ ودبّ سيلتحق بفضاءات المحلات التي تستغلها حاليا عائلات جد محترمة لا تقبل أيّ شكل من أشكال الإزعاج.