مرة في كل عام تلتقي قبائل عربية وأمازيغية متجاورة بالمغرب في مهرجان شعبي يسمى "الطوايط"، وتتناوب القبائل الضيافة والاستقبال فتتكفل إحداها باستقبال الأخرى في مستقرها هذا العام على أن تتكفل القبيلة الثانية بالأمر نفسه العام الموالي. ويجسد الموسم السنوي لحظات الحرب والعداوة ثم الصلح والتآخي، حيث وقعت القبيلتان وثيقة أخوة وحلف توارثها الأحفاد عن الأجداد منذ أكثر من ثلاثة قرون ولاتزال بعض بقاياها محفوظة عند المسنين. عمر مهرجان الطوايط أكثر من ثلاثة قرون وقد ضع حدا لحالة الحرب بين القبائل حول الأرض والماء والمواشي. وحسب توضيحات أدلى بها كبار السن من الرجال في المهرجان، فإن "الطوايط" و"طاطا" مصطلح متوارث يشير إلى الأخوة الدائمة بين عائلات بأكملها من كلا القبيلتين والتي صار بموجبها "التوارث بين الأسر حلالا بل واجبا والتصاهر حراما إلى يوم القيامة". الدكتور نور الدين بلحنشي عضو بلدية السهول وابن المنطقة أوضح أن عمر مهرجان الطوايط أكثر من ثلاثة قرون، وأنه وضع حدا لحالة الحرب التي كانت قائمة بين القبائل حول الأرض والماء والمواشي. وأضاف أن الروايات المتوارثة بين الناس تتحدث عن أخوة بالرضاعة بين القبائل اقترحها علماء وحكماء القبيلتين، فأرضعت نساء قبيلة أطفال القبيلة الأخرى، ثم وثقوا الحلف والأخوة في وثيقة. وللمهرجان أنشطة أخرى تتوزع بين ألعاب الفروسية وسهرات فنية لعبيدات الرمى وتبادل الزيارات بين العائلات وذبح الذبائح وإكرام الضيوف.