وظل السباق رتيبا حتى بلوغه الكلم العشرين عندما انفرد خمسة عدائين بالصدارة بقيادة وانجيرو ومواطنه مارتن ليل صاحب أفضل توقيت هذا العام وغريب والإثيوبي ديريبا ويرغا والاريثري يوناس كيفل، في حين لم يتمكن الايطالي المخضرم ستيفانو بالديني (37 عاما) حامل ذهبية أولمبياد أثينا العام 2004 من اللحاق بهم، على الأرجح بسبب الحر الشديد واكتفى بالمركز الثاني عشر. وعند الكلم الثلاثين انحصرت المنافسة بين ثلاثة هم وانجيرو وغريب ودخول الاثيوبي تسيغاي كيبيدي على الخط، في حين تراجع ليل وكيفل بعض الشيء. ونجح وانجيرو في الابتعاد شيئا فشيئا عن غريب عند الكلم الربعين ليدخل بعدها إستاد "عش الطائر" بفارق نحو 18 ثانية محتفلا بالفوز قبل اجتيازه خط الوصول. يذكر أن وانجيرو يحمل الرقم القياسي العالمي في سباق نصف الماراتون ومقداره 58,33 دقيقة. وكان غريب دخل أسطورة سباق الماراتون عندنا أصبح أول عداء في التاريخ يحتفظ بلقبه العالمي بفوزه بالسباق الطويل مرتين عامي 2003 في باريس و2005 في هلسنكي، علما بأن عداءين اثنين فقط نجحا في الفوز بسباق الماراتون في دورتين أولمبيتين متتاليتين هما الإثيوبي الشهير ابيبي بيكيلا عامي 1960 و1964 والألماني الشرقي فالديمار سيربينسكي عامي 1976 و1980. ويزيد من إنجاز غريب أنه بدأ الركض متأخرا وهو في سن الثانية والعشرين من عمره بعد أن مارس كرة القدم وعمل في أحد المحال التجارية لبيع السلع الرياضية. وفي أحد الأيام، كان يشاهد أحد سباقات الماراتون على شاشة التلفزيون فأعجب بقدرة العدائين على القدرة على التحمل وقرر أن يتخذ هذا التحدي على عاتقه فبدأ بمزاولة الركض لتبدأ مسيرة الإنجازات.