يصادف 8 سبتمبر اليوم العالمي لمحو الأمية وهو يحمل هذا العام عنوان "محو الأمية .. العلاج الأفضل" إشارة للعلاقة الوثيقة بين الصحة والقدرة على الإلمام بالكتابة والقراءة، واثبتت البحوث أن إلمام المرء بالقراءة والكتابة يسمح له بمضاعفة فرص عيشه بصحة جيدة. وقد بيّنت دراسة أجريت في 32 بلداً أن احتمال معرفة النساء اللواتي تجاوزن مرحلة التعليم الابتدائي بحقائق فيروس ومرض الإيدز يمثل خمسة أضعاف احتمال معرفة النساء الأميات بذلك. وتشير دراسة أخرى إلى أن معدل وفيات الرضّع يرتفع حين لا تجيد الأم القراءة أو الكتابة.وفي رسالة يوجهها المدير العام لليونسكو، كويشيرو ماتسورا، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، يقول "إن الأمي يكون عادة أكثر عرضة للمرض وأقل استعداداً لطلب المساعدة الطبية لنفسه أو لأسرته أو لعشيرته. إن موضوع محو الأمية علاج ناجع لمجابهة الأخطار التي تهدد الصحة، فهو يسمح بتوفير تغذية أفضل ويعزز الوقاية من الأمراض وعلاجها".واليوم، لا يزال نحو 774 مليون شخص، أي ما يقارب خُمس عدد البالغين في العالم، لا يجيدون القراءة أو الكتابة، و75 مليون طفل مستثنين من النظام المدرسي. وبالتالي فإن بلدانا عديدة بعيدة كل البعد عن تحقيق الهدف الرامي إلى خفض عدد الأميين في العالم إلى النصف بحلول العام 2015، وهو أحد الأهداف الستة لبرنامج التعليم للجميع التي حددتها البلدان خلال المنتدى العالمي للتربية عام 2000 في "داكار".لكن في السنوات القليلة المنصرمة، انخفض عدد الكبار الأميين من 871 مليون نسمة (فترة 1985/1994) إلى 776 مليون نسمة (2000/2006)، في حين ارتفع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة الإجمالي في الوقت ذاته من 76 بالمائة في الفترة السابقة إلى 84 بالمائة حالياً. ومن المقدر أن يبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة الإجمالي 90 بالمائة في العام 2015.وتجدر أيضاً مماثلة تلك المعدلات المرتفعة في البلدان التي تشهد ارتفاعاً ضخماً في عدد سكانها لأن ذلك النمو السكاني لا يعني بالضرورة انخفاضاً في أعداد الأميين. فقد ارتفع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 8 بالمائة في حين ارتفع عدد الكبار الأميين من 133 مليون نسمة إلى 163 مليون نسمة في الفترة ذاتها.هذا وسوف يشهد اليوم العالمي لمحو الأمية توزيع جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية التي تكافئ برامج يجري العمل بها في كل من البرازيل وإثيوبيا وجنوب إفريقيا وزامبيا. وقد تم اختيار المشاريع هذه السنة وفق ما تقوم به لمحو الأمية بشكل يضمن الصحة العامة.