يؤكد المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي في تقريره السنوي الأخير حول الأمية في الجزائر إحصاء 8 ملايين جزائري أمي وهو ما يمثل 27 بالمائة من مجموع السكان، وبالرغم من كل المجهودات المبذولة من طرف السلطات الرسمية إلا أن شبح الأمية يظل يهدد الجزائريين ، بما يستدعي تبني استراتيجية أكثر فعالية للتصدي إلى هذه الظاهرة عن طريق تظافر مختلف الجهود والتنسيق بين الهيئات العليا في البلاد والحركات الجمعوية الناشطة في هذا المجال. عزيز طواهر تحيي الجزائر اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يوافق الثامن من سبتمبر من كل عام، حيث تم إقرار هذا التاريخ خلال المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة في اجتماعه الرابع عشر سنة 1966، في وقت تشير فيه الإحصائيات الرسمية إلى وجود 781 مليون أمي عبر العالم من بينهم 64 بالمائة نساء. واستنادا للتوضيحات التي قدمها الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بالجزائر في بيان له، فإن أهم ما يميز السياسة الوطنية الموجهة لمكافحة الأمية هو دخول الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي صادق عليها مجلس الحكومة في جانفي 2007 حيز التنفيذ عامها الثاني والذي سيعرف تسجيل مجموع مليون ومائة ألف دارس وتحرير نصف مليون مواطن من أميتهم مع نهاية السنة الدراسية الجارية. ويضاف إلى هذه المجهودات النتائج التي أفرزتها تجربة "بلديات بلا أمية" الآيلة إلى التعميم، والتي بادرت بها بعض ملحقات الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بالولايات، وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية ومختلف الشركاء من القطاعات الحكومية المعنية والمجتمع المدني. كما سيدور إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية لهذا العام حول الصحة وارتباطها الوثيق بمستوى محو أمية السكان، تحت شعار "محو الأمية العلاج الأفضل"، وسيكون اليوم العالمي لمحو الأمية فرصة -يؤكد الديوان الوطني- لتجديد التزام الجزائر بتحقيق أهداف عشرية الأممالمتحدة لمحو الأمية ومضاعفة الجهود لترقية حياة الأفراد والجماعات اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وأضاف البيان الصادر عن الديوان الوطني لمحو الأمية أن هذا الأخير سينظم عديد من التظاهرات بمناسبة هذا اليوم، حيث سيتم الإعلان عن مشاريع بلا أمية في الكثير من الولايات، تنظيم محاضرات، موائد مستديرة، معارض، عرض انتاجات الدارسين، بالإضافة إلى تكريم ناشطين ودارسين في محو الأمية. من جهتها دعت الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "اقرأ" السلطات إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي اعتمدت من طرف الحكومة في جانفي 2007 بسبب ما وصفته بوجود صعوبات في التطبيق على أرض الواقع، واعتبرت الجمعية في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف 8 سبتمبر 2008 أن النتائج الأولية للاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية المطبقة خلال الموسم الدراسي 2007 - 2008 تبين وجود صعوبات في التنفيذ على أرض الواقع ونقائص في الأداء فضلا عن المضايقات التي يواجهها المتدخلون مما حال دون إمكانية كسب الرهان بهدف تقليص نسبة محو الأمية إلى 50 بالمئة بحلول عام 2012. وذكرت جمعية اقرأ في بيانها بأن نسبة الأمية في المجتمع الجزائري ما تزال مرتفعة، مشيرة إلى أن أرقام المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي في تقريره السنوي الأخير حول الأمية في الجزائر "مرعبة "، حيث تم إحصاء 8 ملايين جزائري أمي وهو ما يمثل 27 بالمئة من مجموع السكان . وحسب جمعية "اقرأ"، فإن ما يسجل على هذه الاستراتيجية وجود البيروقراطية وعدم ربط محو الأمية والتكوين اللذان يعتبران مسألة هامة في الاقتصاد الجديد، داعية في هذا الصدد السلطات إلى إعادة النظر في الطريقة المنتهجة وتسجيل برامج مميزة ذات نوعية جيدة وخطة ملائمة بين مختلف المتدخلين والقائمين على الاستراتيجية".