لأنها امرأة متميزة، مثقفة، طبيبة نفسية ومحبة للعلم والتعلم ومؤمنة بشعار العلم نور والجهل ظلام، فقد أخذت على عاتقها ومنذ تعيينها كمديرة لمكتبة مصطفى العجالي الواقعة بحي القصبة العريق، أن تعطي الفرصة لكل من يطلب العلم سواء أكان أميا أم طالبا لمزيد من المعرفة والتدعيم في جميع الدروس والتخصصات، فقد سخرت السيدة ''سهام بداوي'' جميع الوسائل من أقسام، كتب، مدرسين، مؤطرين لتعليم الأميين ولإعطاء دروس تدعيمية للمتمدرسين في جميع الأطوار بالمجان وفي جميع الأوقات. تقع مكتبة مصطفى العجالي ب08 شارع مصطفى العجالي بحي القصبة بالضبط بين شارعي بورزينة وعمار القامة، تحت رئاسة السيدة سهام بداوي، التي عينت كمديرة بها سنة .2006 ومنذ شغلها هذا المنصب فقد عملت السيدة سهام بداوي على السعي لمد يد المساعدة للطلبة المتمدرسين الذين يواجهون صعوبات في برامجهم الدراسية في كافة المواد وكذا قامت بفتح أقسام لمحو الأمية التي جذبت العديد من النسوة من مختلف الأعمار إليها، بالإضافة إلى تخصيص جناح للرسم تحت إشراف مؤطرة متخصصة، ناهيك عن الانخراط في المكتبة التي تزخر بعدة كتب تربوية تعليمية ثقافية حتى النادرة منها. دروس تدعيمية مجانية لمختلف المستويات والاهتمام بموهبة الطفولة كشفت السيدة بداوي أن الدروس التدعيمية تخص جميع المستويات الدراسية عكس ما كانت عليه في السابق، حيث كانت تقتصر على أطوار تعليمية محددة، وهي خطوة إيجابية لإعطاء فرصة لجميع المتمدرسين من مختلف المستويات. والنقطة الأكثر إيجابية وتشجيعية هي أنها تقدم مجانا من طرف أساتذة في مختلف المواد: العربية، الفرنسية، الرياضيات، الفيزياء والإنجليزية للمستوى الابتدائي والمتوسط وكذا الفلسفة للأقسام النهائية، وقد عرفت إقبالا كثيرا من طرف التلاميذ خاصة أنها مفتوحة على مدار الأسبوع إلا يوم الجمعة. ولأن المكتبة توجد بمكان غير معروف ومعزول نوعا ما، تضيف نفس المتحدثة، فقد لجأت إدارة المكتبة إلى القيام بإعلانات وضع ملصوقات على مستوى 16 مدرسة متواجدة على مستوى بلدية القصبة و05 استقطب أكبر عدد ممكن من المنخرطين للاستفادة من الدروس التدعيمية وتحسين مستواهم، هذا إلى جانب فتح ورشة لتعليم تقنيات الرسم. وقد أشارت السيدة '' بداوي'' إلى أن إعطاء هذه الدروس يتم من طرف فنانة ومؤطرة ذات كفاءة عالية تملك سجلا حافلا وعدة لوحات مشرفة علقت العديد منها في مكاتب شخصيات مرموقة، وقد جاءت هذه الخطوة للاهتمام بمواهب الطفولة والاعتناء بها وتطويرها وهي فرصة لاكتشاف المواهب الصاعدة وإعطائهم قاعدة في هذا المجال للذهاب بعيدا مستقبلا في هذا الفن ولمَ لا. مكتبة القصبة تزخر ب 15000 كتاب وتفتح أبوابها لجميع القراء ولأن التشجيع على القراءة والمطالعة من أولويات السيدة سهام، فقد أكدت في حديثها أن أبواب المكتبة مفتوحة لجميع الفئات في المجتمع من المتمدرسين إلى غير المتمدرسين، وتستشهد بقول خير جليس في الأنام كتاب. وتشير إلى أن المكتبة تابعة لمصلحة التربية والثقافية والرياضية على مستوى بلدية القصبة. هذا وقد نوهت متحدثتنا بأن نشاطات المكتبة كانت مقتصرة على الانخراط لفئة الثانويين والجامعيين خاصة، ولكن نظرا لما عرفته من انتشار فقد أصبحت تستقطب عدة أشخاص من جميع المستويات للاستفادة من الخدمات المقدمة من طرف مكتبة البلدية. وللتأكيد فإن المكتبة يوجد بها ما يقارب 1500 كتاب من مختلفة التخصصات، تقول، على سبيل المثال علم النفس، علم الاجتماع، القانون، الثقافة العامة، التاريخ، الحوليات والقواميس، العلوم السياسية، العلوم الإسلامية باللغتين العربية والفرنسية بالإضافة إلى الموسوعة العلمية، هذا إلى جانب جناح خاص بالأطفال يحتوي على مجموعة قصصية هائلة تجلب العديد من الاطفال وتزرع فيلم حب المطالعة. دروس محو الأمية تستقطب أكثر من 200 منخرطة وفي هذا الخصوص تصرح السيدة سهام بداوي: لقد تم فتح أقسام لمحو الأمية بالمكتبة سنة 2006 بالمستويات الثلاثة الأول والثاني والثالث. وفي سنة 2009 تم بالتنسيق مع الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار التكفل بالمؤطرات، حيث تم إدماجهن ضمن برامج التشغيل التابعة للديوان الوطني لمحو الأمية، إما ضمن برنامج ما قبل التشغيل أو برامج الاستراتيجية. وتحصي نفس المتحدثة 50 مؤطرات ضمن عقود ما قبل التشغيل و04 مؤطرات للنساء ومؤطر لقسم الرجال. هذا إلى جانب وجود 05 مؤطرات ضمن برنامج الاستراتيجية واحدة تابعة لجمعية مدينة الجزائر و30 تابعات للأفواج الكشفية المتواجدة على مستوى بلدية القصبة (فوج البهجة، فوج القطب، فوج الشهاب) وواحدة تابعة للرابطة الوطنية للكتاب ومحو الأمية القلم. وقد لاقى هذا البرنامج تجاوبا كبيرا وعرف انخراط أكثر من 200 دارسة بالأقسام، وقد لمست ''الحوار'' ذلك من خلال بعض الاسئلة والجو السائد هناك، فقد أجمعت أغلبيتهن إن لم نقل جلهن على مدى فرحهن وسعادتهن بهذه الخطوة الإيجابية من طرف المكتبة تحت إشراف مديرتها، فقد تمكنّ من تعويض ما فاتهن خلال سنوات حياتهن، حيث لم يتسن لهن معرفة حتى كيفية إمساك القلم، حسب شهادة إحداهن، أما اليوم وبفضل الدروس التي يتلقونها فقد أصبحن يجدن الكتابة والقراءة والحساب وغيرها. وقد أكدن أن الشيء الآخر والأهم بالنسبة لهن هو قراءة آيات القرآن الكريم الذي تعد قراءة حرف منه بألف حسنة وكذلك لتدبر عدة أشياء في حياتهن كقراءة الجرائد واللوحات عند الطبيب والإمضاء.. إلخ. وللإشارة فقد صرحت السيدة بداوي أن من بين المشاكل أو الصعوبات التي يتلقونها في هذا الخصوص، هو البرنامج المقدم من طرف الديوان الوطني لمحو الأمية الذي يتضمن دروسا ليس لها علاقة مع متطلباتهن واحتياجاتهن، فأغلب الدراسات، كما ذكرنا، يرغبن في التعلم من أجل حفظ وقراءة القرآن ولا يهمهن محتوى الكتب والدروس المعمقة، لذا فالمدرسات تنتهجن معهن برنامجا يتماشى ومتطلباتهن. نشاطات وبرامج مكثفة لكل المناسبات القادمة أما بالحديث عن النشاطات والبرامج المسطرة من طرف مديرة المكتبة، فنقول إنه بمناسبة إحياء يوم الشهيد الموافق ل 18 فيفري قمنا بتنظيم معرض خاص بالكتب التاريخية والوطنية وعرض صور للشهداء والمجاهدين ومسابقة في الرسم، بالاضافة إلى إجراء مسابقة أخرى في التاريخ لتلاميذ أقسام محو الأمية، إلى جانب تنظيم رحلة استكشافية ويوم ترفيهي لمتحفي الجيش والمجاهد للتلاميذ المنخرطين في المكتبة. هذا دون أن أنسى اليوم الوطني للقصبة الموافق ل 23 فيفري ,2010 وقد حضرنا برنامجا ثقافيا في مستوى يتمحور حول معرض للكتب التي تتحدث عن تاريخ الجزائر وخاصة جزائر بني مزغنة، وكذا تنظيم معرض للوحات الفنانة شابي آمال المؤطرة المكلفة بورشة الرسم. كما سنقوم بإذن الله بمعرض للملابس التقليدية القديمة من طرف طالبات محو الأمية زيادة على هذا نقوم بزيارة لمتحف الفنون والتقاليد الشعبية بالقصبة دار خداوج العمياء بالقصبة، في الفترة الصباحية وتنظيم مسابقة في الرسم تحت عنوان ''قصبة الغد حسب أبناء الغد''.