خصص مهرجان زيورخ المسرحي إحدى أمسياته للموسيقار اللبناني محمود تركماني، بعرض فيلم تسجيلي عن مسيرته وأحدث أعماله الموسيقية، أعقبه حفل موسيقي قدم فيه آخر عمل للموسيقار بعنوان "يا شر موت" قال عنه النقاد إنه متميز في النوعية والأداء. واعتبرت إدارة المهرجان الموسيقار تركماني من المجددين في الموسيقى العربية وفنانا مبدعا يمزج في موسيقاه عناصر عديدة. ويستعرض الشريط الوثائقي الذي أنجزته المخرجة سابينا غزيغر نشأة تركماني صاحب أعمال موسيقية مثل كونشرتو العود والأوركسترا، في قرية حلب اللبنانية وكيف أثرت الحياة السياسية آنذاك في مسيرته. وتعتقد غزيغر أن تقديم نوعية موسيقى تركماني "تكسر القوالب النمطية لدى المثقف الغربي عن الموسيقى العربية، التي يعتقد البعض أنها من ألف ليلة وليلة، أو تلك التي تصاحب الراقصات، حيث تغيب عن المثقف الأوروبي الموسيقى الشرقية الجادة التي تحمل فكرا وفنا. ويعتبر العمل الذي اختارته إدارة المهرجان للعرض بعنوان "يا شر موت" حسب مؤلفه محمود تركماني"نوعا من النقد الذاتي الذي تمتزج فيه عناصر الصورة كنغم لوني واللغة كنغم إيقاعي، والموسيقى كنغم صوتي". وتقدم آلات العود والقانون والكمان والكنترباص والدف النغم الموسيقي، فتتحاور تارة أو توزع الجمل الموسيقية فيما بينها، وتدخل اللغة من خلال أشعار اللبنانية نادية تويني، ثم تتحول إلى نغم إيقاعي على خلفية المسرح من خلال حروف وكلمات تتبدل في ترتيبها. ويرى عدد من النقاد أن التلاعب بالكلمات على خلفية المسرح تربط المشاهد بالموسيقى بشكل غير مباشر، حيث تعكس الموسيقى انطباعات التحول بين الكلمات، فهي ليست لعبة حروف متحركة كما أنها ليست جملا موسيقية مجوفة، ومن هنا تأتي أهمية العمل.