ذكرت مصادر مسؤولة من مديرية الصحة لولاية بومرداس أن عملية المراقبة والتفتيش بمختلف الصيدليات المتواجدة عبر تراب الولاية والتي قام بها أعوان المفتشين المختصين في ذلك منذ بداية السنة الجارية، أسفرت عن تسجيل أكثر من 40 مخالفة على مستوى 400 صيدلية، منتشرة بمنطقة مختلفة عبر تراب الولاية معظمها تعلق بعدم احترام قائمة المناوبة الليلية والأسبوعية من طرف بعض الصيدليات وكذا عدم قيام الصيادلة بيع الأدوية بأنفسهم في محلاتهم واستبدالهم ببائعين بعيدين عن الإختصاص الطبي والصيدلي، وهذا ما يعرّض المرضى لخطر حقيقي بسبب عدم القراءة الصحيحة للوضعية الطبية وبيع الأدوية للمرضى مخالفة لتلك المكتوبة بوصفتهم.. وهذا المشكل تعرض له الكثير من المرضى الذين اشتكوا عدة مرات من شرائهم لأدوية مغايرة لتلك التي دونت في وصفتهم الطبية.. حيث أكدت لنا إحدى العائلات ببلدية بودواو أن أحد أفرادها تناول دواء أحدث له آلاما كبيرة في معدته بسبب خطأ من أحد الموظفين في الصيدلية التي اقتنى منها الدواء وبعد مراجعته لطبيبه أكد أن هذا الدواء مغاير وليس الدواء الذي وصفه له لعلاج مرضه، مما أدى به إلى رفع شكوى للسلطات المعنية عن هذا المشكل الذي كاد أن يودي بحياة هذا المريض، بسبب عدم امتلاك بعض الموظفين في الصيدليات لمؤهلات علمية وطبية تسمح لهم ببيع الأدوية. كما أسفرت عمليات المراقبة لأعوان التفتيش التابعة لمديرية الصحة منذ بداية السنة عن تسجيل عدة مخالفات في الصيدليات تتعلق بعدم احترام شروط النظافة وتخزين الدواء حسبما أكد لنا بعض الأطباء المكلفين بعملية التفتيش أن من بين أهم المظاهر السلبية التي تعرف انتشارا كبيرا لدى الصيادلية وفتح مخابر التحاليل بداخل الصيدليات، أين يقوم الصيدلي بأخذ عينات من دم المريض وينقلها إلى مخابر تحليل مختصة بعيدة عن مكان أخذ العينة كالرويبة والرغاية، الأمر الذي يفقد العينة حيويتها وجدواها. أضف إلى ذلك مدى خطورة هذه الظاهرة على صحة المريض لأن نتائج التحاليل في معظم الأحيان لا تكون صالحة بسبب المدة الطويلة التي يستغرقها نقل العينات إلى مخابر التحاليل، ناهيك عن المصاريف الباهضة التي يدفعها المريض خلال قيامه بالتحاليل الطبية في الصيدليات. أما بخصوص الإجراءات المتخذة لمحاربة هذه المخلفات فقد أكد مصدر مسؤول من مديرية الصحة لولاية بومرداس أنه بعد الإبلا غ عن المخالفة ترسل مصالح المديرية إعذارات إلى الصيدلية المعنية ويطالبها فيها بضرورة تسوية وضعيتها، وفي حالة عدم تنفيذ مطالبهم يتم تطبيق عقوبات صارمة تتمثل في غلق الصيدلية أو المنع من ممارسة المهنة كليا، كما يحرص الأطباء المفتشون والمراقبون للصيدليات الموجودة بمختلف بلديات بومرداس خلال عملهم اليومي على المراقبة والتفتيش الفجائي للصيدليات بصفة مستمرة لضمان العمل الجيد للصيادلة وتطبيق عقوبات وإجراءات صارمة لردع ظاهرة الغش واللامسؤولية التي ينتهجها بعض البائعين. و قد سخرت مديرية الصحة لهذا الغرض إمكانيات مادية وبشرية من وسائل النقل ولجنة مكونة من 9 أفراد بين أعضاء وصيادلة للقيام بعملية المراقبة والتفتيش وذلك لتسهيل عملهم وكذا التقليل من المخالفات المرتكبة بالصيدليات والتي يدفع ثمنها المرضى.