وجدت بهاتفي النقال رسالة (SMS) فحواها: "بوعقبة يكتب في صحيفة "الفجر" وفضلت عدم الرد لأني كنت على علم، بحكم أني من قراء جريدة المرأة الحديدية، حدة حزام، أطال الله في عمر صحيفتها وفك الحصار الذي عانته. وبعد أن قرأت عدد "الجزائر نيوز" ليوم ما قبل الأمس، وجدت في ردود الفعل على فعلة السفارة الفرنسية أن بوعقبة يقول: ليس لي أي كلام وماذا أقول... استغربت في البداية، لأن بوعقبة كان من أوائل الصحفيين الذين انتقدوا فرنسا وحزب فرنسا في الجزائر على صفحات مجلة "الوحدة" التابعة للإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، ونظرا لمعرفتي وصداقتي مع بوعقبة، أدركت أنه يعني: لقد قلت كل شيء قبل الجميع، ويرضى بذلك الطرفان .. أو أن الفارس قد تعب من المؤامرات التي حيكت ضده فأصبح كالنحلة يتنقل من زهرة إلى زهرة ويدخل "الجبح" ليصنع شهدا. ولهذا أريد أن اقترح عليه اليوم إنشاء جمعية للصحفيين الأحرار والمثقفين الوطنيين للمطالبة بالاعتذار والتعويضات من فرنسا، التي تتناسى اليوم مليون ونصف مليون شهيد أثناء الثورة التحريرية فقط، دون تعداد جحافل الشهداء، بدءا من سنة 1830، وتناست ال 1500 قرية التي مسحتها من الوجود أثناء ثورتنا المباركة. إن النواة الأولى لهذه الجمعية بدأت تتكون، أعرفك يا فارس القلم أنك سوف لن تتأخر، لأنك خريج سجن. وأريد أن أذكرك ببعض صولاتك: في عهد الحزب الواحد كان اجتماع لجميع رؤساء البلديات بقصر الصنوبر (وآخر لقاء في نفس المكان قال عنه وزراء وصحفيون أنه أول لقاء في تاريخ الجزائر)، (عيب، هذا لا يليق بدولة تحترم نفسها) إذن كنت قد انتقدت رؤساء البلديات بأنهم يتركون الأشغال ويؤمون الكافيتريا يطلبون قهوة وشايا وفازوزة معا، حتى امتلأت الكافيتريا ولم يعد أي مكان شاغر.. وقامت الدنيا عليك وقتها وطُلب من السيد عبد القادر بن صالح، مدير "الشعب" وقتها أن يصلح ويصلح ما أفسده بوعقبة. وقال لي السيد بن صالح: أنت صديق بوعقبة، ومارست مثل هذا النقد، يجب أن ترد عليه في عدد الغد. وهذا ماكان، لكني لم أحمل بوعقبة أي خطأ، بل عمدت إلى تفسير ظواهر اجتماعية، وكيف أن أهل الريف يستيقظون باكرا ويتوقفون عند الضحى... إلخ. ولما ذهبنا إلى بغداد في مهمة من اتحاد الكتاب والصحفيين وكنت رئيسا للوفد وأنت الوفد، وكنت تأمرني في كل صغيرة وكبيرة، حتى لما كنا في غرفة أمرتني بإطفاء النور لننام، وقلت لي أنت رئيس الوفد، أنت الذي تقوم بكل شيء. أعود إلى الجمعية: يجب الإسراع في إنشائها، فقد أعددت بعد مشروع قانونها الأساسي ونظامها الداخلي، وبالمناسبة فكل من يريد أن يكون من المؤسسين، عليه أن يراسلني على عنواني الإلكتروني: E-mail:[email protected]