أكيد أن أغلبية قراء موضوعنا هذا قد وصلتهم في يوما ما رسالة SMS أو أكثر تحمل صيغة أو مضمون "مبروك لقد فزت بالجائزة الفلانية.. فاتصل على الرقم التالي لتحصل عليها" * وإذا لم يشغل المتلقي دماغه ومنطق العقل لديه، وانساق وراء رغبة الشراء أو حيازة ذلك المال أو تلك الجائزة فإنه سيشكل الرقم المرفق بالرسالة الإلكترونية ويتصل ليتفاجأ بتسجيل صوتي يتحدث فيه صاحبه على أقل من مهله، لتمضي الدقائق ويتضاعف ثمن المكالمة الهاتفية الباهظ سعر الدقيقة الواحدة منها، فيجد المتصل الغلبان أن رصيده الهاتفي قد استهلك في لحظات معدودة حتى دون أن يستطيع إكمال مشوار عملية النصب تلك إلى نهايته، وفعلا لا يمكننا وصف ذلك إلا بكونه شكل "تكنولوجي" من أشكال النصب والاحتيال صار شائعا جدا في مجتمعنا وبات من الضروري التحذير منه. * * Bank Algeria يهديكم أرصدة بالدولار ورحلات لفرنسا * * وصلتني منذ فترة رسالتي SMS من هذا النوع، من جهة تسمي نفسها Bank Algeria، أما مضمون الأولى فهو "مبروك لقد فزت بصك رقم 07654 وقدره 40 ألف دولار اتصل بالرقم 0037877321893" * أما الرسالة الثانية فكانت باللغة الفرنسية على عكس سابقتها التي كانت باللغة العربية وترجمتها تتضمن المعنى التالي "برافو لقد فزت ب 20 ألف أورو زائد رحلة إلى فرنسا، هديتك تنتظر حالا ملفك 398، اتصل ب "00397732193" ولأني كنت قد فكرت في الكتابة عن هذا الموضوع بالنظر لعدد الأشخاص الكثيرين الذين تعرضوا لمثل هذا النوع من "الهف والنهب" فلقد جاءتني الفرصة على طبق من ذهب، فاتصلت بالرقم ليجيبني تسجيل صوتي نسوي، هنأتني فيه صاحبته على الفوز بصوت متماطل لتبدأ في طرح بعض الأسئلة الشخصية، مثل هل فزت قبل بجائزة مماثلة، وتطلب منك حينها أن تجيب بكتابة كلمتي "لا" أو "نعم" وطبعا كل هذا لتأخذ مع المتحدث أكبر قدر ممكن من الوقت حتى يتضاعف ثمن المكالمة الهاتفية، وطبعا قبل أن ينتهي رصيدي المتواضع أقفلت الخط وأنا عازمة أكثر على فضح مثل هذا الاحتيال والضحك على الذقون، باستغلال أحلام هذا الشعب واللعب على أوتار آماله الحساسة. * مبروك لقد فزت بسيارة هامر * * أخبرني منذ فترة إحدى الصديقات بأنها قد تلقت رسالة SMS من إحدى الجهات تبشر فيها بكونها قد فازت بمبلغ مالي محترم وطلب منها الاتصال على رقم ذكر لها فاحتارت في أمر تلك الرسالة الإلكترونية، وراحت تسأل هل تتصل أم تتوجه مباشرة إلى مقر تلك الجهة التي أرسلت إليها SMS لتتسلم جائزتها، وهذا الذي كان شبه مستحيل كون الجهة المرسلة مجهولة.. * وبعدها بفترة التقيت بها وسألتها إن كانت قد استلمت جائزتها، فأجابتني متحسرة بأنه قد احتيل عليها، فلقد اتصلت بالرقم المذكور فأقحمها تسجيل صوتي في مسابقة غريبة عجيبة كلفتها ما يقارب ال 700 دج دون أن تصل لنهاية ذلك، فأقفلت الخط قبل أن ينتهي رصيد ال 1000د ج الذي عبّأته خصيصا لنيل كنز علي بابا، وأدركت حينها أنه قد احتيل عليها، الأمر الذي جعلها لا تهتم إطلاقا لأمر الرسالة الإلكترونية التي وصلتها بعدها وتبشر فيها بفوزها بسيارة "هامر" وهي التي لا تعرف حتى شكل هذا النوع من السيارات الفاخرة. * * منتحل صفة جورج قرداحي يحتال على حلاقة جزائرية * وفي ذات السياق ذكرت إحدى الحلاقات أنها تلقت مرة رسالة SMS، ولكن الرقم المرسل كان دوليا، وكان مضمون الرسالة لا يخرج عن نطاق ما نتحدث عنه، أي لقد فزت بمبلغ مالي فاتصل لتتحصل عليه، ولكن المفاجأة كانت بأن وجدت الحلاقة نفسها حسب التسجيل الصوتي الذي حادثها تكلم الأستاذ جورج قرداحي مقدم برنامج "من سيربح المليون؟" وبرنامج "القوة العاشرة" على قناة MBC، والذي راح يطرح عليها أسئلة عديدة تماما كما يفعل على ذات القناة في برنامجيه المشهورين، وطبعا رصيد الحلاقة المذكورة انتهى قبل نهاية تلك المسابقة، وانتهت معه سذاجتها التي جعلتها تصدق أنها قد تفوز بكنز ثمين بواسطة رسالة SMS مجهولة المصدر. * * جرائد صفراء تتاجر بأحلام العوانس في الزواج * * وقد جمعتني دردشة مع آنسة في ال 34 من عمرها، وقد بدأ رعب أن يفوتها قطار الزواج يتسلل إلى قلبها فأخذت تتراكض بعشوائية للظفر بزوج ولو كان ذلك عن طريق إعلان زواج في إحدى الجرائد، وذلك الذي حدث، ولكن لسوء حظها كما تقول ".. لقد وقعت في أيادي غير نظيفة لأصحاب إحدى الجرائد الصفراء، إذ حينما صارت تصلني ردود بعض القراء بعد نشر إعلاني، كان القائمون على الجريدة إياها يرسلون إلي برسائل SMS يطلبون فيها مني أن أتصل بهم لأمر هام، وحينما أفعل وكلي أمل في العثور على عريس أحلامي، كانت المشرفة على الركن تتماطل في الحديث معي وتحاول إطالة فترة المحادثة على قدر ما تستطيع، مع العلم أن رقم الركن المرفق ليس ثابتا وإنما رقم محمول حيث تسعيرة الدقيقة الواحدة تفوق ال 70دج. وأذكر أنني في إحدى المرات خسرت ما يقارب ال 130دج لما حادثتهم من هاتف عمومي لأتحصل على أرقام هواتف بعض من اهتموا لأمري وأبدوا رغبة في الزواج بي. ويا ليتها تحققت أمنيتي فأغلبية العروض لم تكن مناسبة أو كان أصحابها من ذوي النفوس الدنيئة الذين يبتغون التسلي والعبث بأعراض بنات الناس". * * ليس كل ما يلمع ذهبا * * وبغض النظر عن هوية وطبيعة الجهات القائمة على إرسال مثل تلك الرسائل الإلكترونية "الكاذبة" للمواطنين "الغلابى" أو إن كانت الصفة التي يعرفون بها أنفسهم حقيقية أم أنها مجرد انتحال لشخصيات الغير مثلما حدث مع من اختاروا الأستاذ جورج قرداحي المقترن اسمه بربح الملايين لزيادة نزعة "الطمع اللي يخسر الطبع" لدى متلقي تلك الرسائل.. قلنا بغض النظر عن ذلك فإنه لا يمكن اعتبار تلك الطريقة سوى احتيالا ونصبا واستغلالا لأحلام وآمال المساكين واستنزافا لجيوبهم التي مزقتها الفاقة والحاجة، ولا مجال أبدا للتحجج بكونها مجرد مسابقات، فمن أراد القيام بمسابقة فليكن أمينا مع الناس ويخبرهم أنه سيجري لهم اختبارا حتى يفوزوا بالجائزة المذكورة -هذا إن وجدت أصلا- مع ذكر تسعيرة الدقيقة الواحدة من الاتصال بهم ليكون لهم الخيار في الاتصال أم لا، أما أن يرسلوا للشخص SMS يدغدغون فيها رغبته المتوحشة في الثراء أو حتى نيل بعض المال أو الزواج، ويؤكدون له أن باب السعد قد فتح له، وقد فاز بكنز علي بابا وهو جالس في بيته، فهذا احتيال نحذر الناس من الوقوع فيه ومن تصديق هذه الرسائل الكاذبة، فالمشاركة معهم تشبه القمار، فأنت تخسر الكثير من المال على ربح غير مضمون، لا بل غير موجود إطلاقا.