برر الرئيس البوليفي إيفو موراليس قراره طرد السفير الأمريكي من بلاده بما سماه "نضال" شعوب أمريكا اللاتينية ضد "الإمبراطورية الأمريكية" وأنه اتخذ دفاعا عن "الكرامة". وقال موراليس -وهو أول رئيس من أصل هندي- في مؤتمر صحفي بالقصر الرئاسي أن القرار "يستجيب لنضال الشعوب من السكان الأصليين، ليس في بوليفيا وحدها بل في كل أمريكا اللاتينية التي قاتلت خمسمائة عام كل الإمبراطوريات"، ونفى الرئيس البوليفي أن يكون اتخذ قراره من موقع ضعف كما وصفه بذلك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك، بل دفاع عن "الكرامة"، وأشار إلى أن أمريكا اللاتينية تعيش عملية "تحرير" وأن رؤساءها لا يفعلون أكثر من تلبية مطالب شعوبهم. وأضاف موراليس "لا تطور عندما تكون إمبراطورية، وعندما تهيمن إمبراطوريات على بلد ما فإنه يحرم من التطور والاستقلال والكرامة، الأمر يتعلق بتحريرنا للدفع بتنميتنا قدما". وكان الرئيس البوليفي اتهم السفير الأمريكي بدعم حركة التمرد في خمس مناطق تسيطر عليها المعارضة الليبرالية التي ترفض مشروعا تقدم به لدستور جديد، وعن الأزمة الحالية التي تشهدها بلاده، وصف موراليس خصومه بأنهم "يتآمرون ضدنا بانقلاب فاشي وعنصري"، وتعهد بإقرار دستور جديد منحاز لسكان بوليفيا الأصليين وللفقراء، وتتمثل الأزمة في مطالبة خمس مناطق من أصل تسع تسيطر عليها المعارضة، بحكم ذاتي، ورفضها مشروع الدستور الاشتراكي والإصلاح الزراعي الذي يريد رئيس الدولة ذو الميول اليسارية فرضه عبر استفتاء. وتواجه بوليفيا -وهي تعد من أفقر دول أمريكا اللاتينية- منذ عدة أيام موجة عنف تسببت في اندلاعه بعض المناطق الغنية التي تعارض برنامج الرئيس موراليس، وتسببت في مقتل نحو 15 شخصا. وأثار تصعيد العنف في بوليفيا أزمة دبلوماسية إقليمية مع قرار الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز المفاجئ طرد السفير الأمريكي من كراكاس تضامنا مع لاباز، من جهة أخرى أعلن اتحاد دول أمريكا الجنوبية "يوناسور" أن اجتماعا استثنائيا مخصصا للأزمة في بوليفيا، سينظم ليلة اليوم في تشيلي. وقالت رئيسة تشيلي التي ترأس بلادها الاتحاد الإقليمي الأمريكي هذا العام "قررت الدعوة إلى اجتماع عاجل لبحث كيف يمكن دعم جهود الحكومة البوليفية انطلاقا من يوناسور"، وأوضحت ميشيل باشليه أن "القلق الرئيسي لدى كل قادة دول المنطقة يتمثل في أننا نريد بوليفيا تعيش بسلام، وهذه مهمة يوناسور"، وأضافت أنها تحدثت مع الرئيس البوليفي الذي لم يتمكن من تأكيد مشاركته بالاجتماع بعد، ويعتزم شافيز المشاركة فيه حسب الصحافة في كراكاس.